أحبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا فبراير ٢٠٢٣
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير
يسعدني أن أهنئكم بصوم نينوي الذي يبدأ يوم ٦ فبراير والصوم الكبير الذي يبدأ يوم ٢٠ فبراير متمنياً لكم أصواماً مباركة مقبولة أمام الله.
١-الصوم عبادة: السيد المسيح في العظة على الجبل تكلم عن أركان العبادة الثلاثة الصلاة والصوم والصدقة. ففي حديثه عن الصوم قال “وأما أنت فمتي صمت فإدهن رأسك وأغسل وجهك لكيلا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية” مت٦: ١٧- ١٨.
المؤمن يصوم لله وليس للناس لذا حذر السيد المسيح من ارتباط الصوم بالرياء فيهتم الإنسان أن يظهر للناس صائماً لينال مديح الناس. الصوم عبادة لله يشترك فيها المؤمن روحاً وجسداً.
٢-الصوم اعتكاف: في سفر يوئيل يطلب الله منا “قدسوا صوماً نادوا باعتكاف، أجمعوا الشيوخ، جميع سكان الأرض إلي بيت الرب إلهكم واصرخوا إلي الرب” يوئيل١: ١٤. الصوم فترة روحية خاصة. فالمؤمن يقدس أيام الصوم للعبادة، لذا أرتبط الصوم بالصلاة. في فترة الصوم تقام القداسات الإلهية اليومية ويحرص المؤمنون على حضور القداسات والتناول من الأسرار الإلهية. ارتبط الصوم بالتوبة فالصوم ليس فقط تغيير نوع الطعام ولكن الأهم هو تغيير حياة الإنسان.
الصوم فترة مقدسة للنمو في قراءة الكتاب المقدس والمحافظة على الوصايا. الصوم فترة للاعتكاف وتخصيص وقت أطول للصلاة والتذلل أمام الله وطلب الرحمة. لذلك يذكر سفر يوئيل “لكني الآن يقول الرب – أرجعوا إليَّ بكل قلوبكم – وبالصوم والبكاء والنوح” يوئيل٢: ١٢.
٣-الصوم هو تمثل بالرب يسوع: الرب يسوع المسيح صام لكي يعلمنا الصوم لذا الصوم الكبير يشمل الأربعين المقدسة تمثلاً بالسيد المسيح الذي صام في البرية أربعين يوماً بعد العماد فيقول الكتاب المقدس “أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس وكان يقتاد في البرية أربعين يوماً يجرب من إبليس ولم يأكل شيئاً في تلك الأيام ولما تمت جاع أخيراً” لو٤: ١-٢
٤-الصوم انتصار علي الشيطان: آدم الأول سقط لأنه لم يحفظ وصية الصوم بعدم الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. جاء ادم الثاني الرب يسوع وأنتصر على الشيطان بالصوم. وعندما طلب الشيطان من الرب يسوع أن يحول الحجارة إلى خبز “إن كنت أبن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً فأجاب وقال: مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله” مت٤: ٣- ٤. انتصار المسيح على الشيطان في البرية وهو صائم هو انتصار لأجلنا لذا بالصوم نستطيع أن ننتصر على الشيطان وتجاربه. كما قال الرب يسوع “أما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم.
٥-الصوم وعمل الخير: يقول الكتاب المقدس “اليس هذا صوماً اختاره حل قيود الشر. فك عقد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير” اشعياء ٥٨: ٦.”اليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلي بيتك؟ إذا رأيت عرياناً أن تكسوه وأن لا تتغاضي عن لحمك” اشعياء٥٨: ٧.
الصوم المقبول هو الصوم المصحوب بعمل الخير. الإنسان الذي ينشغل بشهوات وملذات هذا العالم لا يلتفت إلى المحتاجين والمتألمين كما فعل الغني الذي لم يهتم بلعازر المسكين “كان إنسان غني وكان يلبس الارجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفهاً وكان مسكين أسمه لعازر الذي طرح عند بابه مضروباً بالقروح وكان يشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني” لو١٦: ١٩- ٢٠.
المؤمن الذي يصوم يشعر بالمحتاجين فيتحرك قلبه لمساعدتهم ليعطنا إلهنا الصالح الذي صام عنا أربعين يوماً وأربعين ليلة أن نصوم صوماً مقبولاً متمتعين ببركات الصوم المقدس.
وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off