January 2019 Arabic Newsletter Posted January 8, 2019 by admin

Off

                                                    رسالة سانتا فيرينا يناير ٢٠١٩

أحبائي محبي عمل الخير

يسعدني أن أهنئكم جميعاً بعيد ميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع. نفرح بميلاد إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح لأنه أظهر لنا سر اتضاع الله ومحبته لنا وسعيه لأجل خلاصنا. فالقديس بولس الرسول يقول عن أبن الله الكلمة “الذي إذ كان فى صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه اخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس. إذ وُجِد فى الهيئة كانسان، وضع نفسه، وأطاع حتى الموت موت الصليب” فيلبى 2: 6- 8. إنه الحب الإلهى العجيب “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد، لكيلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” يو3: 16.

عندما نأتي ونسجد أمام مولود بيت لحم نسجد بفرح بالهنا الذى أخلى نفسه وقبل أن يأخذ طبيعتنا الانسانية ويأتى إلى عالمنا ويعيش بيننا نحن الجالسون فى الظلمة وظلال الموت لكى ما يفدينا ويشرق بنوره علينا “والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده، مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمه وحقاً” يو1: 14 “الشعب الجالس فى ظلمة أبصر نوراً عظيماً، الجالسون فى كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور” مت4: 16.

سر التجسد هو سر إتضاع إلهنا العجيب. فكما أسقط الشيطان الانسان بالكبرياء خلصنا إلهنا باتضاعه. وكما أسقط الشيطان الانسان بالمعصية خلصنا المسيح بالطاعة حتى الموت موت الصليب.

+ فرحنا بميلاد المسيح يتحقق عملياً فى حياتنا عندما نسلك باتضاع. لذا أوصى القديس بولس أهل فيلبى ويوصينا اليوم قائلاً “فليكن فيكم هذا الفكر الذي فى المسيح يسوع أيضاً الذي إذ كان فى صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه أخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس” فيلبى 2: 5- 7.

+ عندما يكون لنا فكر المسيح “أما نحن فلنا فكر المسيح” 1كو2: 16 يكون لنا فكراً واحداً ويتحقق فينا قول القديس بولس الرسول “حتى تفتكروا فكراً واحداً، ولكم محبة واحدة بنفس واحدة، مفتكرين شيئاً واحداً، لا شيئاً بتحزب أو بتعجب بل بتواضع، حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه، بل كل واحد إلى ماهو إلى آخرين أيضاً. “فيليبي٢:٢-٤

+ نفرح بميلاد المسيح لأنه جاء ليهبنا حياة جديدة قال عنها القديس بولس “لأن لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح” فيلبى 1: 21 وقال أيضاً “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فِىَّ . فما أحياه الآن فى الجسد فإنما أحياه فى الإيمان، إيمان أبن الله، الذى أحبنى وأسلم نفسه لأجلى” غلا2: 20. إنها حياة جديدة سمتها القداسة “بل نظير القدوس الذى دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين فى كل سيرة” 1بط1: 15.

حياة جديدة نحياها لا لأجل أنفسنا بل لأجل المسيح “وهو مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم ، بل للذى مات لأجلهم وقام” 2كو5: 15. حياة جديدة هدفها أن نمجد الله” لانكم اشتريتم بثمن فمجدوا اللة في اجسادكم وارواحكم التي هي للة“ ١كو20-6.

حياة جديدة تحررنا من عبودية الناس “لأنكم قد أشتريتم بثمن، فلا تصيروا عبيداً للناس” 1كو7: 23

حياة جديدة تحررنا من عبودية الخطية “إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية … فإن حرركم الأبن فبالحقيقة تكونون أحراراً” يو8: 34، 36.

حياة جديدة نحياها على الأرض ولكن هدفنا السماء “فإن سيرتنا نحن هى فى السموات التى منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح” فيلبى 3: 20.

+ ميلاد المسيح يهبنا الفرح فى جهادنا الروحي. فالخلاص الذى قدمه المسيح لنا وباب الفردوس الذى فتحه لأجلنا يجعلنا نسلك حسب الدعوة الإلهية فكما يقول القديس بولس “فقط عيشوا كما يحق لأنجيل المسيح” فيلبى 1: 27 “تمموا خلاصكم بخوف ورعدة” فيلبى 2: 12 ويقدم لنا نفسه مثالاً “أنا لست أحسب نفسى أنى قد أدركت ولكنى أفعل شيئاً واحداً: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام، أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا فى المسيح يسوع” فيلبى 3: 13- 14. ويطمئنا أننا لسنا وحدنا فى جهادنا “لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة” فيلبى 2: 13.

لنفرح بمسيحنا مولود بيت لحم الذي أخلى نفسه لأجل خلاصنا ليهبنا حياة القداسة والحرية الحقيقية ويقودنا فى موكب نصرته.

ليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية حتى يفرح معنا اخوتنا المحتاجين والمتألمين بعيد ميلاد مخلصنا والهنا الرب يسوع المسيح.                                                                                                                                                                                                                         

                                                                                            وكل عام وأنتم بخير.

الأنبا سرابيون