July 2016 Arabic Newsletter Posted September 28, 2016 by admin

Off

رسالة سانتا فيرينا

شهر يوليو 2016

 

أحبائي مُحبي عمل الخير.

 

نعمة وسلام راجيًا لكم كل خير وبركة.

 

نحتفل في هذا الشهر بعيد الآباء الرسل وهو عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس. وأود أن أتأمل معكم في الخدمة المتكاملة التي يُقدمها لنا الآباء الرسل من خلال سِفْر الأعمال. المقصود بالخدمة المتكاملة الخدمة التي تهتم بجميع جوانب حياة الانسان. الانسان وحدة واحدة قد نُقسم احتياجاته الى احتياجات روحية واحتياجات اجتماعية واحتياجات صحية واحتياجات اقتصادية… الخ. ولكن في حقيقة الأمر أن احتياجات الانسان مرتبطة بعضها ببعض فالانسان الذي يتعب نفسيًا تتأثر حياته الروحية وقد يمرض جسده ويفقد عمله وتتأثر أسرته وهكذا.

 

لذلك الخدمة الحقيقية هي الخدمة التي تهتم باحتياجات الانسان ككل. السيد المسيح يُقدم لنا المثال في الخدمة المتكاملة. فالسيد المسيح اهتم بتعليم الجموع واهتم أيضًا باطعامهم، اهتم بالمرأة الخاطئة التي جاءت تبكي تائبة واهتم أيضًا بالمرأة المريضة النازفة الدم. السيد المسيح اهتم باحتياجات القديس بطرس وأسرته عندما تعب الليل كله ولم يصطد شئ ولكن أيضًا اهتم أن يدعوه الى ما هو أعظم من صيد السمك وهو أن يكون صيادًا للنفوس.

 

في قصة سقوط الانسان نجد الانسان أخطأ وعصى الله ووقع تحت حكم الموت اذ حذره الله قائلًا “لأنك يوم أن تأكل منها موتًا تموت” )تك 2: 17(. أكل آدم وحواء من الشجرة وماتا موتًا روحيًا بالانفصال عن الله ولكن تأثرت حياتهما في كل جوانبها فَطُرد الانسان من جنة عدن ولُعنت الأرض بسببه وصارت تنبت للانسان شوكًا وحسكًا ووُضِعَ على الانسان التعب “بعرق وجهك تأكل خبزًا حتى تعود الى الأرض التي أُخذِت منها. لأنك تراب والى التراب تعود”. )تك 3: 19(. أما المرأة فقيل لها “تكثيرًا أُكثر أتعاب حبلك. بالوجع تلدين أولادًا. والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك”. )تك 3: 16(. وعانت الأســـرة الأولــى من الانقسام اذ قام قايين وقتل أخيه هابيـــل ثم هرب قايين.

الخطية أثرت على حياة الانسان الاجتماعية والاقتصادية والصحية. والخدمة الروحية لابد أن تهتم باحتياجات الانسان ككل لأنه لو تُرِكَ المُحتاج بلا اهتمام سوف يضعف روحيًا ويفقد ايمانه. والاهتمام باحتياجات الانسان قد تقوده الى حياة روحية قوية مع الله. الانسان المولود أعمى لم يكن يعرف المسيح ولكن عندما فَتَح المسيح عينيه انفتح أيضًا قلبه واستضاءت بصيرته فقَبَله ليس فقط كنبي بل بالأكثر آمن به انه ابن الله وسجد له.

 

آباءنا الرسل تعلموا المثال من السيد المسيح في الخدمة المتكاملة. اهتمت كنيسة الرسل ألا يكون بينهم أحد مُحتاجًا وكان الآباء الرسل يوزعون الأموال التي كانت تُلقى تحت أقدامهم. كما قامت خدمة الموائد التي أقام لها الآباء الرسل شمامسة. كما تم تنظيم خدمة الأرامل وصارت هناك رُتبة الأرامل في الكنيسة التي كتب عنها القديس بولس الرسول (راجع 1تي 5: 3-16).

 

وعندما صعد بطرس ويوحنا الى الهيكل وشاهدا المُقعد من بطن أمه لم يُقدما له ذهب أو فضة ولكن قال له بطرس الرسول “ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك، باسم يسوع المسيح الناصري قُم وامشِ وأمسكه بيده اليُمنى وأقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه فوثب ووقف وصار يمشي ويطفر ويُسبح الله”. )أع 3: 6 – 8). الآباء الرسل كرزوا بالإيمان ونادوا الجموع الى التوبة والايمان بالمسيح واهتموا أيضًا باحتياجات المحتاجين فشفوا المرضى وساعدوا الفقراء واهتموا بالمسجونين فكانت خدمتهم خدمة متكاملة تهتم بكل انسان وتهتم بالانسان ككل.

 

الرب يُبارك في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية التي تتمثل بالسيد المسيح والآباء الرسل في الخدمة المتكاملة.

 

بركة الآباء الرسل تكون معنا جميعًا.

 

الأنبا سرابيون