July 2018 Arabic Newsletter Posted July 11, 2018 by admin

Off

أحبائى محبى عمل الخير                            رسالة سانتا فيرينا يوليو 2018

نعمة وسلام راجياً لكم كل خير وبركة

تحتفل الكنيسة يوم الأحد 15 يوليو الموافق 8 أبيب بعيد قديس عظيم هو القديس الأنبا بيشوى حبيب المسيح . ومن الفضائل المتعددة لهذا القديس هو محبته لخدمة المحتاجين . وقد كرمه السيد المسيح كرامة عظيمة أنه ظهر له فى صورة شيخ كبير محتاج أن يحمله أحد . ورغم أنه مر عليه كثير من الرهبان فإن أحداً لم يساعده لأنهم كانوا مسرعين إلى المكان الذى تم تحديده ليظهر فيه المسيح للرهبان لذا لم يرد أحد من الرهبان أن يتعطل بحمل هذا المسكين فتفوته فرصة مشاهدة المسيح . أما القديس الأنبا بيشوى فقد توقف لحمله لأنه كان يؤمن أن مساعدة انسان محتاج هى مساعدة للمسيح نفسه وأنه يرى المسيح فى الأنسان المحتاج . لذا باركه المسيح ببركة خاصة أن جسده الذى حمل المسيح لا يرى فساداً بعد الموت .

الدرس نتعلمه من حبيبنا وقديسنا الأنبا بيشوى هو أن خدمة الأنسان هى خدمة للمسيح نفسه . وهذا ما قاله السيد المسيح ففى يوم الدينونة سيقول الملك المسيح للذين عن يمينه “تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأنى جعت فأطعمتمونى ، عطشت فسقيتمونى ، كنت غريباً فأويتمونى ، عرياناً فكسوتمونى ، مريضاً فزرتمونى ، محبوساً فأتيتم إلىّ” مت 25: 34- 36 وعندما يسأله الأبرار متى حدث هذا “فيجيب الملك ويقول لهم : الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم”  مت25: 40.

إيماننا أن كل عمل رحمه نقدمه للمحتاج سواء الجائع أو العطشان أو العريان أو الغريب أو المحبوس أو المريض هو عمل مقدم للمسيح نفسه، لأن إلهنا المحب قَبِل أن يأخذ طبيعتنا وأفتقر وهو غنى لكى يغنينا وعاش حياة الفقراء فكان ليس له مكان يسند فيه رأسه . لذا دعانا أن نهتم بأخوتنا المحتاجين الذين هم أعضاء فى الكنيسة جسد المسيح، إن تألم عضو فجميع الأعضاء تتألم معه .

هذا الإيمان يثرى خدمة المحتاجين ويعطيها أبعاد كثيرة منها :

1-محبتنا للانسان المحتاج لن تكون لأجل شخصه ولكن لأجل شخص المسيح الذى نراه فى هذا المحتاج . نحن نتعلم المحبه من  إلهنا الصالح فكما يقول القديس يوحنا “بهذا قد عرفنا المحبه : أن ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغى أن نضع نفوسنا لأجل الأخوة” 1يو 3: 16 ما المقصود أن نضع نفوسنا لأجل الأخوة ؟ يشرح ذلك القديس يوحنا بقوله “وأى من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه ؟ يا أولادى لا نحب لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق” 1يو 3: 17- 18. ثم يربط القديس يوحنا ما بين محبتنا لله ومحبة الأخوة بقوله “نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً. إن قال أحد “إنى أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره ؟ ولنا هذه الوصية منه . أن من يحب الله يحب أخاه أيضاً” 1يو4: 19- 21 .

2-شعورنا أن عطاءنا للمحتاج هو عطاء للمسيح نفسه يجعلنا نعطى بفرح وسرور . والقديس بولس الرسول وضع شرط للعطاء المقبول أن يكون كما قال فى رسالته إلى أهل كورنثوس الثانية “كل واحد كما ينوى بقلبه ، ليس عن حزن أو إضطرار لأن المعطى المسرور يحبه الله” 2كو9: 7 . فالقلب الممتلئ بمحبة المسيح يفرح أن يعطى المسيح فى شخص الأنسان المحتاج

3-نحن نكرم المسيح لأنه إلهنا ومخلصنا لذا حينما نرى المسيح فى الانسان المحتاج نكرم المحتاجين رغم ضعفهم . لذا حذر القديس يعقوب من خطورة إهانة الفقير وحذرنا أن يكون لنا إيمان ربنا يسوع المسيح رب المجد فى المحاباه فنكرم الغنى ونحتقر الفقير (راجع يع 2: 1- 3) .

لنتمثل بالقديس الأنبا بيشوى لنرى مسيحنا الحى فى كل انسان محتاج فنعطى ونعطى بفرح وسخاء . الرب يبارك عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية وبركة القديس العظيم الأنبا بيشوى تكون معنا جميعاً .

الأنبا سرابيون