July 2019 Arabic Newsletter Posted July 15, 2019 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                                            يوليو ٢٠١٩

نعمة وسلام راجياً لكم كل خير وبركة

من شخصيات الكتاب المقدس التي اهتمت بالفقراء والمحتاجين أيوب الصديق. يذكر سفر أيوب عنه “كان رجل في أرض عوص أسمه أيوب وكان هذا الرجل كاملاً ومستقيماً يتقي الله ويحيد عن الشر” أيوب ١: ١. كان أيوب يسكن في أرض عوص وهي تقع في صحراء سوريا شرقي فلسطين. عاش أيوب في عصر الآباء البطاركة قبل موسي النبي ولم يكن من بني إسرائيل ولكنه كان يعبد الله ويتقيه ويسلك في حياة التقوى. ومن ضمن فضائل أيوب أنه كان محباً لخدمة المحتاجين. لقد كان أيوب غنياً جداً ليس فقط في الأمور المادية ولكنه كان غنياً في محبته للمحتاجين.

لقد سجل لنا سفر أيوب علي فم أيوب ما كان يفعله لخدمة الفقراء والأرامل والأيتام يقول أيوب “لأني أنقذت المسكين المستغيث واليتيم ولا معين له، بركة الهالك حلت عليّ وجعلت قلب الأرملة يُسَر. لبست البر فكساني كجبة وعمامة كان عدلي. كنت عوناً للعمي وأرجلاً للعرج. أب أنا للفقراء ودعوي لم أعرفها فحصت عنها. هشمت أضراس الظالم ومن بين أسنانه خطفت الفريسة” أيوب٢٩: ١٢- ١٧. ويقول أيوب أيضاً “إن كنت منعت المساكين عن مرادهم أو أفنيت عيني الأرملة أو أكلت لقمتي وحدي فما أكل منها اليتيم. بل منذ صباي كبر عندي كأب ومن بطن أمي هديتها. إن كنت رأيت هالكاً لعدم اللبس أو فقيراً بلا كسوة إن لم تباركني حقواه وقد أستدفأ بجزة غنمي” أيوب٣١: ١٦- ٢٠. وأيضاً يقول أيوب “إن كان أهل خيمتي لم يقولوا: من يأتي بأحد لم يشبع من طعامه؟ غريب لم يبت في الخارج. فتحت للمسافر أبوابي” أيوب٣١: ٣١- ٣٢.

 السيد المسيح له المجد تحدث عن عمل الرحمة نحو المحتاجين وذكر بعض فئات المحتاجين “ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جعت فأطعمتموني عطشت فسقيتموني. كنت غريباً فآويتموني. عرياناً فكسوتموني. مريضاً فزرتموني. محبوساً فأتيتم إليّ……….الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم” مت٢٥: ٣٤- ٣٦، ٤٠. السيد المسيح يذكر ستة فئات: الجائع، العطشان، الغريب، العريان، المريض، المحبوس.

اهتم أيوب بهذه الفئات:

١،٢- الجياع والعطاش:

“أو أكلت لقمتي وحدي فما أكل منها اليتيم”

“إن كان أهل خيمتي لم يقولوا من يأتي بأحد لم يشبع من طعامه؟”

٣-الغريب:

“غريب لم يبيت في الخارج فتحت للمسافر أبوابي”

٤-العريان:

“إن كنت رأيت هالكاً لعدم اللبس أو فقيراً بلا كسوة إن لم تباركني حقواه وقد أستدفأ بجزة غنمي”

٥-المريض:

“كنت عيوناً للأعمى وأرجلاً للعرج”

٦-المحبوس (المظلوم):

“لأني أنقذت المسكين المستغيث واليتيم ولا معين”

“أب أنا للفقراء ودعوي لم أعرفها فحصت عنها. هشمت أضراس الظالم ومن بين أسنانه خطفت الفريسة”

لقد حسد الشيطان أيوب وقال لله “هل مجاناً يتقي أيوب الله؟ أليس أنك سيجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحية؟ باركت أعمال يديه فانتشرت مواشيه في الأرض. ولكن أبسط يديك الأن ومس كل ما له فإنه في وجهك يجدف عليك” أيوب١: ٩- ١١. لقد سمح الله للشيطان أن يجرب أيوب ففقد كل ثروته وفقد أبنائه السبعة وبناته الثلاث ثم ضربه الشيطان بقرح رديء من باطن قدميه إلى هامته. لقد احتمل أيوب التجربة وقال “عرياناً خرجت من بطن أمي وعرياناً أعود إلى هناك. الرب أعطي والرب أخذ فليكن أسم الرب مباركاً” أيوب١: ٢١. وعندما قالت له زوجته “أنت متمسك بعد بكمالك بارك الله ومت فقال لها تتكلمين كلاماً كإحدى الجاهلات. الخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل” أيوب٢: ٩- ١٠.

لقد صار أيوب مثالاً للصابرين فالقديس يعقوب يقول في رسالته “ها نحن نطوب الصابرين. قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب. لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف” يع٥: ١١.

نتعلم من حياة أيوب أهمية عمل الخير وبأن الغني الحقيقي هو غني القلب بمحبة عمل الخير ومساعدة الآخرين. الله قد يسمح لمحبيه بالتجارب ولكنه يهبهم نعمة خاصة لاحتمال التجربة فالله لا يدعنا نجرب فوق ما نحتمل ولكن يعطي مع التجربة المنفذ. احتمال التجارب يؤهلنا لبركات كثيرة كما بارك الرب أيوب وأعطاه ضعف ما فقده.

ليهبنا الله أن نتمثل بأيوب البار في محبته لخدمة المحتاجين وصبره في احتمال التجارب وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون