July 2021 Arabic Newsletter Posted August 2, 2021 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                                              يوليو ٢٠٢١

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

يسعدني أن أهنئكم بعيد الرسل الذي نحتفل به هذا العام يوم الإثنين ١٢ يوليو (١٥ أبيب) وهو عيد استشهاد القديسين الرسولين بطرس وبولس. ويأتي عيد الرسل في نهاية صوم الرسل الذي بدأ بعد احتفالنا بعيد حلول الروح القدس هذا العام يوم الأحد ٢٠ يونية.

الآباء الرسل هم أعمدة الكنيسة الذين حملوا بشري الخلاص للعالم أجمع تنفيذاً لوصية السيد المسيح لهم “فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والأبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر” مت٢٨: ١٩- ٢٠ مهمة عظيمة تحتاج لإمكانيات كثيرة وخاصة أن التلاميذ كانوا مجموعة صغيرة ضعيفة الإمكانيات البشرية. لكن الله وهبهم أعظم قوة وأعظم إمكانية وهو وعده بالوجود معهم كل الأيام. لذا أوصاهم قبيل صعوده أن ينتظروا حتى ينالوا القوة الإلهية بحلول الروح القدس قبل الانطلاق لتنفيذ وصيته لهم بالكرازة بالإنجيل للخليقة كلها. فيذكر سفر الأعمال “وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم، بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني” أع١: ٤ ووعدهم قائلاً “لكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض” أع١: ٨.

سر قوة الآباء الرسل ليس عددهم أو ثقافتهم أو مستواهم الاجتماعي ولكن سر قوتهم هو عمل نعمة الله فيهم وبهم. فالقديس بولس الرسول عندما يذكر جهاده وتعبه في الخدمة يقول “لكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي” ١كو١٥: ١٠. وعندما يتكلم عن عمله الكرازى يكتب “وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المُقنع بل ببرهان الروح والقوة لكيلا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله” ١كو٢: ٤- ٥. وعندما يكتب عن اختيار الله لخدامه يذكر “بل اختار الله جُهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليُخزي الأقوياء وأختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود لكيلا يفتخر كل ذي جسد أمامه ومنه أنتم بالمسيح يسوع، الذي صار لنا حكمة من الله وبر وقداسة وفداء حتى كما هو مكتوب: “من أفتخر فليفتخر بالرب” (١كو١: ٢٧- ٣١).

أحبائي

عندما نحتفل بالآباء الرسل والقديسين العظماء فنحن نحتفل بعمل الله فيهم وبهم. الآباء الرسل كانوا أشخاص عاديين ولكنهم استجابوا لنعمة الله فقدموا لنا نماذج عظيمة نتعلم منها. لكن علينا نتذكر قول القديس بولس “لكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا” ٢كو٤: ٧ الكنز هو نعمة الله ونحن أوان خزفية ضعيفة ولكن الله يهبنا قوة لذا علينا نتذكر الآتي:

١-حقاً إن الآباء الرسل شخصيات عظيمة والعصر الرسولي عصر ذهبي للحياة الكنسية ولكن ليس معني ذلك أنه لا يتكرر. فالله هو أمس واليوم وإلى الأبد ويد الله لم تقصر أن تخلص والله قادر أن يخلص بالقليل وبالكثير. الله لا يترك نفسه بلا شاهد. ففي كل جيل يوجد أتقياء تفاعلوا واستجابوا لعمل النعمة الإلهية.

٢-علينا أن نجتهد في حياتنا ونتمثل بالآباء الرسل ونثق أن نعمة الله التي عملت في حياة الآباء الرسل تعمل أيضاً فينا إن كنا أمناء في حياتنا وخدمتنا مثلما كان الآباء الرسل أمناء في محبتهم لله وجهادهم الروحي وإخلاصهم للخدمة والتضحية لأجل بناء ملكوت الله.

٣-الآباء الرسل واجهوا صعوبات كثيرة ولكنهم لم يستسلموا بل جاهدوا وأغلبهم أستشهد ونال أكليل الشهادة. فالحياة الروحية والخدمة تحتاج لجهاد حتى الدم “لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية” عب١٢: ٤.

٤-نجاح الخدمة لا يعتمد على الإمكانيات المادية. فالآباء الرسل كرزوا بالإنجيل للعالم بإمكانيات شبه معدومة ولكنهم نجحوا لأن نعمة الله ساندتهم وعملت معهم. لذا مصدر القوة في الخدمة هو نعمة الله وكلما قويت علاقتنا بالله قويت الخدمة.

٥-أهتم الآباء الرسل بخدمة المحتاجين وحققوا هدفاً عظيماً في خدمة المحتاجين “إذ لم يكن فيهم احداً محتاجاً لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج” أع٤: ٣٤- ٣٥.

نصلي ان يهبنا الله أن نتمثل بابائنا الرسل ونتعاون معاً بمحبة حقيقية وإيمان قوي حتى لا يكون بيننا أحداً محتاجاً وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون