July 2023 Arabic Newsletter Posted September 13, 2023 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                     رسالة سانتا فيرينا يوليو ٢٠٢٣

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركة

يسعدني أن أهنئكم بصوم الرسل وعيد الرسل متمنياً لكم صوماً مباركاً وعيداً سعيداً مباركاً.

 أود أن أذكركم بما يعانيه اخوتنا واخواتنا في السودان نتيجة الحرب الداخلية في السودان خاصة في الخرطوم والتي أدت إلى نزوح الكثيرين إلى خارج السودان في رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر. كما تعرضت كثير من الكنائس وبيوت المؤمنين للاعتداءات والسلب والنهب. إنها مأساة إنسانية بكل المقاييس. وإن كان الذين نزحوا عانوا فإن الذين لم يستطيعوا الخروج يعانون أكثر وأكثر.

نصلي جميعاً لأجل السودان وشعبها ولأجل كنائسنا في السودان والشعب المحب للمسيح. كما نناشدكم مد يد العون لضحايا العنف في السودان من خلال تبرعاتكم لسانتا فيرينا الخيرية حيث خصصنا صندوق خاص Special Fund لمساعدة كنائسنا وشعبنا وكل المحتاجين في السودان الحبيب.

نحتفل بعيد الرسل يوم ٥ أبيب الموافق الأربعاء ١٢ يوليو ٢٠٢٣ وهو عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس

نتذكر آبائنا الرسل وجهادهم وتعبهم في الكرازة بالإنجيل للخليقة كلها حسب وصية المسيح لهم “وقال لهم أذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” مر١٦: ١٥. لقد جاء مارمرقس الرسول حاملاً نور الإنجيل لمصر فاستنارت مصر بنور الإنجيل وتأسست كنيستنا القبطية الأرثوذكسية المجيدة بكرازة مارمرقس الرسول الإنجيلي.

نتذكر ان بائنا الرسل هم شهود عيان لما فعله وعلم به السيد المسيح ونقلوا لنا ذلك من خلال الأناجيل والرسائل وأيضاً بالتقليد الرسولي الشفاهي. فالقديس يوحنا يكتب في رسالته “الذي كان من البدء، الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة….. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا وأن شركتنا نحن فهي مع الآب ومع أبنه يسوع المسيح ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً” ١يو١: ١، ٣- ٤.

نتذكر ان الكنيسة تأسست على تعليم الآباء الرسل الذي تسلموه من الرب يسوع المسيح. لذا في قانون الإيمان نقول “نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية“. الكنيسة رسولية لأنها تأسست على الإيمان الرسولي.

نتذكر ان الآباء الرسل هم نماذج حية لعمل الله. فالكنيسة في كل عصر تتطلع إلى الكنيسة في العصر الرسولي كمثال ونموذج نتعلم ونتمثل به. لذلك خصصت الكنيسة قراءة من سفر أعمال الرسل في كل قداس حتى يكون نموذج الكنيسة في العصر الرسولي ماثلاً دائماً أمامنا.

وأود أن نسترجع معاً نموذج الكنيسة في العصر الرسولي في خدمة المحتاجين. سفر الأعمال يقدم لنا وصف جميل لاهتمام الرسل بالمحتاجين “وجميع الذين آمنوا كانوا معاً، وكان عندهم كل شيء مشتركاً والأملاك والمقتنيات وكانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج” أع٢: ٤٤- ٤٥  “ولم يكن أحد يقول إن شيئاً من أمواله له بل كان عندهم كل شيء مشتركاً… إذ لم يكن فيهم أحد محتاجاً لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع علي كل أحد كما يكون له احتياج” أع٤: ٣٢، ٣٤- ٣٥ ثم يقدم لنا سفر الأعمال القديس برنابا كمثال “ويوسف الذي دُعِي من الرسل برنابا الذي يترجم ابن الوعظ وهو لاوي قبرسي الجنس إذ كان له حقل باعه وأتي بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل” أع٤: ٣٦- ٣٧. هذه الصورة الجميلة تعبر عن معني أن جميع المؤمنين أعضاء في الجسد الواحد أي جسد المسيح إن تألم عضو فجميع الأعضاء تتألم معه.

الكنيسة في عصر الرسل لم تكن غنية من جهة الأموال ولكنها كانت غنية في الإيمان ووحدانية الروح وإحساس كل عضو باحتياجات الآخرين. المال كان يوضع عند أرجل الرسل أي المال خادم وليس سيد فالآباء الرسل اهتموا بالتعليم، الكرازة وأهتموا أيضاً بالاحتياجات المادية لجميع المؤمنين. وعندما امتدت الكنيسة خارج أورشليم وتأسست كنائس في آسيا وأوروبا أهتم القديس بولس بخدمة الجمع لأجل القديسين خاصة في فترة المجاعة التي أثرت على المؤمنين في أورشليم واليهودية.

نصلي أن يهبنا الله روح آبائنا الرسل في الاهتمام بأخوتنا المحتاجين حتى نكون حقاً أعضاء في جسد المسيح. وليبارك الله في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون