أحبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا مارس ٢٠٢٣
نعمه وسالم لكم جميعا راجيا لكم فترة صوم مبارك مقبول
فترة الصوم الكبير فترة تغيير. في الصوم نغير نوع الطعام فنلتزم باألكل النباتي بعد فترة انقطاع عن
األكل والشرب. فترة الصوم الكبير فترة تغيير في القداسان. يمتاز الصوم الكبير بالقداسات اليومية في
أغلب الكنائس والقداسات في مواعيد متأخرة في أيام أسبوع الصوم الكبير. كما يمتاز الصوم الكبير
بالتغيير في القراءات الكنسية. فالكنيسة رتبت قراءات خاصة آلحاد وأيام الصوم الكبير.
كل يوم أحد من آحاد الصوم الكبير قراءة أنجيل القداس تتناول موضوع معين يسمي األحد بأسمه فمثلا
أحد الكنوز ألن أنجيل القداس يدعونا أن نكنز لنا
كنوزا في السماء وأحد التجربة ألن أنجيل القداس عن ا
تجربة المسيح في البرية وهكذا كما أن قراءات األيام تدور حول موضوع قراءات اآلحاد.
كما يتميز الصوم الكبير بتغيير في األلحان. فأيام الصوم لها الحان خاصة واحاد الصوم الحان أخري
سواء في تسبحه نصف الليل أو القداسات.
الكنيسة المقدسة تعلمنا التغيير في فترة الصوم الكبير سواء في الطعام أو الصلوات أو القراءات وغيرها
لتقودنا إلي التغيير األهم وهو تغيير الحياة. الكنيسة تدعونا في فترة الصوم أن نتذكر قول القديس بولس
الرسول “وهو مات ألجل الجميع كي يعيش األحياء فيما بعد ال ألنفسهم بل للذي مات ألجلهم وقام”
٢كو:٥ .١٥
فترة الصوم فترة مباركه لمراجعة حياتنا الروحية وسلوكنا وتعاملتنا مع اآلخرين. هل حقاا نحن نحيا ال
ألجل أنفسنا بل ألجل المسيح إلهنا الذي بذل حياته ألجلنا.
فترة الصوم الكبير هي فترة توبة والتوبة هي تغيير الذهن. التوبة قد تبدو هي تغيير السلوك واألفعال
ولكن التوبة في جوهرها هي تغيير الذهن وتغيير الفكر. فاإلنسان إن غير أفعاله بدون تغيير فكره يعود
إلى أفعاله السابقة. مثال ذلك يونان النبي. يونان أخطأ عندما عصي أمر الرب في الذهاب إلى نينوي
وهرب إلى ترشيش. لكن هللا في رحمته الواسعة لم يتركه بل دبر العاصفة التي أصابت السفينة التي كان
هاربا فيها وأنتهي به األمر أن وجد نفسه في بطن الحوت فقدم توبة في صلة عميقة ذكرها سفر يونان ا
في االصحاح الثاني. يونان ذهب إلى نينوي ونادي بشعبها بما كلفه هللا به وبدا األمر أن يونان تاب توبة
كاملة حقيقية، لكنها كانت توبة من جهة الفعل وليس من جهة الفكر. الفكر الذي جعل يونان يهرب إلى
ترشيش لم يتغير مع ذهابه إلى نينوي. سفر يونان ذكر طاعة يونان ألمر الرب “فقام يونان وذهب إلى
نينوي بحسب قول الرب” يونان:٣ .٣
عندما قدم أهل نينوي توبة عظيمة ورجعوا عن طريقهم الرديئة فرحمهم هللا ولم يهلك المدينة حزن جداا
وقال “آه يا رب أليس هذا كلمي إذ كنت بعد في أرضي؟ لذلك بادرت إلى الهرب إلى ترشيش ألني
علمت أنك إله رؤوف ورحيم بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر” يونان:٤ .٢
لم تكن مشكلة يونان أن هللا رحوم بوجه عام ألنه استفاد من رحمة هللا في توبته ولم يحزن أن هللا أنقذه
من بطن الحوت ولكنه كان يعتقد أن رحمة هللا لشعبه فقط أما أهل نينوي األمميين فل يستحقوا رحمة
هللا. هذا الفكر الخاطئ الذي جعله ال يذهب إلى نينوي ويهرب إلى ترشيش لم يتغير في توبته في بطن
الحوت ولكنه رغم ذهابه إلى نينوي كأمر الرب فإنه ذهب بنفس الفكر الخاطئ. لذا هللا في رحمته ومحبته
أيضا وأنهم يستحقوا رحمته إن تابوا ا ليونان علمه عن طريق اليقطينة أن أهل نينوي هم خليقته وشعبه
عن شرورهم.
التوبة الحقيقية تبدأ بتغير الذهن. القديس بولس يطلب منا “وال تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم
بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة هللا الصالحة المرضية الكاملة” رو:١٢ .٢
نصلي إللهنا الصالح أن يهبنا بنعمة روحه القدوس تجديد الذهن لنحيا حياة توبة حقيقية وتكون فترة
الصوم الكبير فترة تغيير في حياتنا لنعيش ألجل مسيحنا الذي أحبنا وبذل ذاته ألجلنا.
وليبارك هللا في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
األنبا سرابيون
Off