May 2022 Arabic Newsletter Posted May 20, 2022 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                                               مايو ٢٠٢٢

     نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه متمتعين بأفراح القيامة المقدسة في فترة الخماسين المباركة التي فيها نحتفل يومياً بقيامة المسيح المجيدة من الأموات.

تأثرنا جميعاً باستشهاد أبينا الحبيب القمص أرسانيوس وديد الذي اغتالته يد الإجرام والتعصب الديني البغيض يوم الخميس ٧ إبريل ٢٠٢٢ بالإسكندرية. نصلي جميعاً أن ينيح الله نفسه الطاهرة في فردوس النعيم ويعزي زوجته الفاضلة وجميع أفراد أسرته وأحبائه في كل مكان.

 حسب وصف شهود العيان لحادث الاستشهاد نري مشهدين معبرين “بينما كان الشهيد القمص أرسانيوس وديد يستعد لركوب الأتوبيس مع مجموعة من شباب الكنيسة تقدم إليه محتاج يطلب مساعدة. فبينما يمد الشهيد يده ليقدم المساعدة للمحتاج امتدت يد القاتل من خلفه لتطعنه طعنة الموت”.

نري مشهد يد المحبة تمتد للمساعدة لمحتاج. يد الكراهية تمتد للقتل

      مشهد المحبة مقابل مشهد البغضة. مشهد النور مقابل مشهد الظلام

      مشهد الطبيعة البشرية الجديدة مقابل مشهد الطبيعة البشرية الساقطة

     مشهد العقل المستنير بنور المسيح مقابل مشهد العقل المظلم

قيامة المسيح نقلت البشرية من الظلمة إلي النور لذا قام المسيح فجر يوم الأحد أي في الوقت الذي يبدأ فيه الظلام ينقشع ليظهر النور. وعندما نسترجع كلمات الروح القدس التي كتبها القديس يوحنا الحبيب “والنور الحقيقي الآن يضئ. من قال إنه في النور وهو يبغض أخاه، فهو إلى الآن في الظلمة. من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة وأما من يبغض أخاه فهو في الظلمة وفي الظلمة يسلك ولا يعلم أين يمضي لأن الظلمة أعمت عينيه” ١يو٢: ٨- ١١.

العين ترمز إلي العقل فكما أن العين تساعد الإنسان أن يسلك في النور كذلك العقل يقود الإنسان في طريق النور. لكن إذا أصاب العين مرض يفقد الإنسان القدرة على السلوك في النور. ومرض العين نوعان. مرض جسدي يصيب العين فلا يستطيع الإنسان أن يبصر مثلما أصاب المولود أعمي الذي شفاه المسيح له المجد ونوع آخر يصيب قدرة العين أن تميز من تراه. لقد أشار السيد المسيح لهذا المرض مرض العمي الروحي بقوله بعد شفاء المولود أعمي “فقال يسوع” لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم، حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمي الذين يبصرون ” فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له ” ألعلنا نحن أيضاً عُميان” قال لهم يسوع لو كنتم عمياناً لما كانت لكم خطية لكن الآن تقولون إننا نُبصر فخطيتكم باقية” يو٩: ٣٩- ٤١. العقل أيضاً له أمراضه الجسدية التي تصيب المخ فيكون الإنسان مختل عقلياً لسبب المرض.

العقل له أمراض ليست بسبب عضوي. لكن بسبب فكري عندما تسيطر عليه أفكار الكراهية والتعصب والاعتداء على الآخرين فيكون مختل عقلياً ليس بسبب المرض العضوي ولكن بسبب المرض الفكري. عندما سقط الإنسان الأول وأنفصل عن الله فسدت طبيعته وصار مختل عقلياً وصار نسله وارثا للطبيعة الفاسدة وصار نسله مختل عقلياً لذا نما في حياة الشر واخترع شروراً كثيرة. جاء المسيح الكلمة عقل الله ليحرر العقل البشري ويعيده مرة اخري عقلاً صحيحاً مستنيراً مرتبطاً بالنور الحقيقي الذي يضئ لكل إنسان.

الإنسان المختل عقلياً بسبب المرض العضوي قد يكون له عذره ولكن الإنسان المختل عقلياً بسبب الكراهية والتعصب فهو مسئول مسئولية كاملة عن أفعاله لأنه أختار أن يسلك في الظلمة.

أحبائي

حقاً إن هذا الحادث الإجرامي أثر في نفوسنا وعلينا أن ندين مثل هذه الأعمال الإجرامية ولكن ينبغي أن لا نتعجب “لا تتعجبوا يا أخوتي أن كان العالم يبغضكم” ١يو٣: ١٣. علينا أن نتمسك بالمحبة للجميع “أن يحب بعضنا بعضاً ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه. ولماذا ذبحه؟ لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة” ١يو٣: ١١-١٢ “نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة” ١يو٣: ١٤.

نصلي لإلهنا الحي أن ينقل أخوتنا من الموت إلى الحياة حتى نعيش معاً في محبة حقيقية.

 والرب يبارك عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون