أحبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا مايو ٢٠٢٤
أخرستوس آنستي آليسوس آنستي
المسيح قام حقاً قام
يسعدني أن أهنئكم جميعاً بعيد القيامة المجيد الذي نحتفل به هذا العام يوم الأحد ٥ مايو. يأتي احتفالنا بعيد القيامة وسط أجواء من التحديات الكثيرة سواء الحروب مثل الحرب الروسية الأوكرانية والحرب في غزة والحرب الأهلية في السودان وأخبار الجرائم البشعة مثل اغتيال الثلاثة رهبان بديرنا في جنوب أفريقيا إلى أخبار الأزمات الاقتصادية والغلاء الذي جعل كثير من الاسر غير قادرة على توفير الاحتياجات الأساسية لأبنائها. أيضاً التغيرات في المجتمع الأمريكي نحو مزيد من البعد عن الله والانحلال والاخطار التي تواجه أبناءنا في المدارس وغير ذلك.
+قيامة ربنا يسوع المسيح تهبنا الرجاء في حياة أفضل وفي مستقبل مشرق. نذكر قول الروح القدس علي فم القديس بطرس الرسول “مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات” ١بط١: ٣. اليأس يؤدي إلى الموت والرجاء يهب حياة.
+قيامة المسيح وهبت رجاء للتلاميذ بعد أن أصابهم الخوف واليأس. أحداث الصلب أدخلت الخوف في قلوب التلاميذ يذكر الكتاب المقدس “ولما كان عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود” يو٢٠: ١٩ لم يستمر خوف التلاميذ طويلاً “جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم “سلام لكم” ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب” يو٢٠: ١٩- ٢٠. قيامة المسيح غيرت خوف التلاميذ إلي فرح والفرح مرتبط بالرجاء “فرحين في الرجاء” رو١٢: ١٢.
+قيامة المسيح غيرت حالة اليأس التي فيها تلميذي عمواس “فيما هما يتكلمان ويتحاوران، أقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته فقال لهما “ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين” لو٢٤: ١٥- ١٧ لقد لخص تلميذي عمواس حالتهما في هذه العبارة اليائسة “ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل” لو٢٤: ٢١ ولكن عندما عرفاه عند كسر الخبز وادركا قيامته المقدسة تغير حالهما “فقاما في تلك الساعة ورجعا إلي أورشليم ووجدوا الاحد عشر هم والذين معهم وهم يقولون “إن الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان” لو٢٤: ٣٣- ٣٤.
+قيامة المسيح أبدلت حزن مريم المجدلية التي كانت تبكي معتقده أن جسد الرب يسوع قد سُرِق لذا عندما قال لها الرب يا مريم “عرفته وأدركت قيامته” فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا” يو٢٠: ١٨.
+قيامة المسيح تهبنا رجاء أن “الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله” لو١٨: ٢٧ “لأنه ليس شيء غير ممكن لدي الله” لو١: ٣٧.
+قيامة المسيح تعطينا رجاء وتؤكد أن الموتى سوف يقومون وتثبت إيماننا بالقيامة العامة فكما يذكر القديس بولس “لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام” ١كو١٥: ١٦ ثم يؤكد “لكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين” ١كو١٥: ٢٠ ويعزي القديس بولس أهل تسالونيكي قائلاً “ثم لا أريد أن تجهلوا أيها الأخوة من جهة الراقدين لكيلا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام وكذلك الراقدين بيسوع سيحضرهم الله أيضاً معه” ١تس٤: ١٣- ١٤.
+قيامة المسيح تهبنا رجاء وتهبنا قوة للعمل ولخدمة الآخرين والاهتمام بالمحتاجين وتقديم العون لهم.
نصلي أن يشرق الله بنور قيامته في قلوبنا جميعاً فننمو في معرفته ونفرح بقيامته وتفرح قلوب المحتاجين والمتعبين في كل مكان والرب يبارك في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off