November 2016 Arabic Newsletter Posted December 1, 2016 by admin

Off

                     نوفمبر 2016

أحبائى محبى عمل الخير                                                                                  

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

تناولنا فى الرسالة السابقة قصتين , قصة آخاب الذى طمع فى حقل نابوت اليزرعيلى وقصة الغنى الذى أخصبت كورته فلم يفكر فى أبديته بل طمع فى أمور العالم وقال لنفسه “يا نفسى لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. أستريحى وكلى وأشربى وأفرحى” لو12: 18- 19.

نود أن نتحدث اليوم عن أهمية القناعة وخطورة الطمع

القديس بولس يقول لنا “لأننا لم ندخل العالم بشئ وواضح أننا لا نقدرأن نخرج منه بشئ. فإن كان لنا قوت وكسوة ، فلنكتف بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون فى تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة ، تغرق الناس فى العطب والهلاك لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذى إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان ، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة” 1تيمو6: 7- 10 والقديس بولس يقول “وأما التقوى مع القناعة فهى تجارة عظيمة” 1تيمو6: 6 القناعة تعنى أن يكتفى الانسان بالضرورات أى الشئ الضرورى واللازم لحياته الأمر الذى عبرعنه القديس بولس بقوله “إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما” وأيضاً قال القديس بولس “ليس أنى من جهة إحتياج فإنى تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه أعرف أن أتضع وأعرف أن أستفضل فى كل شئ وفى جميع الأشياء قد تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أنقص. أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى” فيليبى 4: 11- 13.

الانسان له إحتياجات ضرورية وليس خطأ أن يحيا الانسان حياة كريمة طيبة ولكن المشكلة هى الطمع ومحبة المال وجمع المقتنيات التى تجعل الانسان يلهث وراء المال ووراء شراء أشياء كثيرة قد لا يحتاج لها ولكنها محبة القنية. السيد المسيح يقول لنا “أنظروا وتحفظوا من الطمع فأنه متى كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله” لو12: 15 وقال أيضاً “لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدا، وحيث ينقب السارقون ويسرقون بل أكنزوا لكم كنوزاً فى السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً” مت6: 19-21 هناك أمور هامة لحياة الانسان أهم من الأموال والمقتنيات. فالطمع يؤدى إلى الخصومات وفقدان السلام.

جيحزى طمع أن يأخذ شئ من نعمان السريانى ففقد كل شئ فقد تلمذته لاليشع النبى وفقد صحته ونال لعنة وصارمثالاً للطمع فقد قال له سيده اليشع “فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد وخرج من أمامه أبرص كالثلج” 2مل5: 27. آخاب طمع فى حقل نابوت اليزرعيلى فخسر كل شئ ونالته العقوبة من الله هو وزوجته الشريرة إيزابل. يهوذا الأسخريوطى تملكه محبة المال فخسركل شئ رغم أنه كان أحد الأثنى عشر. لذلك يذكرسفرالأمثال “لقمة يابسة ومعها سلامة خيرمن بيت ملأن ذبائح مع خصام” أمثال17: 1.

“القليل مع مخافة الرب خير من كنزعظيم مع هم. أكل من البقول حيث تكون المحبة، خيرمن ثور معلوف ومعه بغضة” أمثال15: 16- 17. الانسان الذى يطمع فى أمورهذا العالم لا يشبع كما يقول سفر الجامعة “من يحب الفضة لا يشبع من الفضة. ومن يحب الثروة لا يشبع من دخل. هذا أيضاً باطل. إذا كثرت الخيرات كثر الذين يأكلونها وأى منفعة لصاحبها إلا رؤيتها بعينيه؟” جامعة 5: 10- 11 “وكما خرج من بطن أمه عرياناً يرجع ذاهباً كما جاء ولا يأخذ شيئاً من تعبه فيذهب به فى يده. وهذا أيضاً مصيبة رديئة، فى كل شئ كما جاء هكذا يذهب فأية منفعة له للذى تعب للريح؟ أيضاً يأكل كل أيامه فى الظلام ويغتم كثيراً مع حزن وغيظ” جامعة 5: 15- 16.

لذلك أوصانا السيد المسيح “أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم” مت6: 33. الانسان الطماع لا يستريح أما القنوع فيفرح ويعطى للآخرين كما يقول سفر الأمثال “اليوم كله يشتهى شهوة، أما الصديق فيعطى ولا يمسك” أمثال 21: 26. الرب يبارك فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية ويملئ قلوبكم بسلام

الأنبا سرابيون