November 2020 Arabic Newsletter Posted November 18, 2020 by admin

Off

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

نواصل حديثنا عن سمات الحياة الجديدة التي نلناها في المسيح يسوع الذي بذل نفسه لأجل أن يهبنا حياة جديدة “وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقام” ٢كو٥: ١٥.

من نعم الحياة الجديدة في المسيح يسوع نعمة العقل المستنير.

الله خلق الانسان على صورته ومثاله ووهبه عقلاً واعطاه نعمه إضافية وهي نعمة الاستنارة العقلية. فلم يكن الانسان الأول يعرف الشر لأن عقله كان ملتصقاً بالله صانع الخيرات. وعندما عصي الانسان الله وأكل من شجرة معرفة الخير والشر فقد الاستنارة العقلية إذ انفصل عن الله مصدر الخير ودخل الشر إلى عقله. لذا حذره الله أن يأكل من الشجرة وقال له “وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم أن تأكل منها موتاً تموت” تك٢: ١٧.

انفصال الانسان عن الله لم يفقده نعمة العقل ولكنه فقد نعمة العقل المستنير فظل الانسان عاقلاً ولكنه بدأ يستخدم عقله في الخير والشر ايضاً. لذا وُجِد هابيل البار الذي قبل الله قرابينه ووُجِد قايين الشرير الذي قتل أخاه غيظاً وغيرة منه. زادت الشرور وبدأ الانسان يخترع شروراً جديدة حتى قال الله لنوح البار “نهاية كل بشر قد أتت أمامي لأن الأرض امتلأت ظلماً منهم. فها أنا مهلكهم مع الأرض” تك٦: ١٣. اختار الله نوح وطلب منه أن يصنع الفلك ففعل نوح حسب كل ما امره به الله ونجي نفسه وأسرته وبدأت حياة جديدة بعد الطوفان. وظل البشر ما بين مستخدم لعقله في الخير ومن يستخدم عقله للشر.

جاء المسيح وأخذ طبيعتنا البشرية بنفس عاقلة لينقذنا من سلطان الخطية والموت ويهبنا طبيعة جديدة بعقل مستنير يرضي الله في حياة القداسة تحت قيادة الروح القدس. العقل المستنير يهبنا أن ندرك معني الحياة وأن حياتنا الأرضية حياة مؤقته وأننا مدعون لحياة أبدية مباركة نتاجر بالوزنات التي أخذناها لكي نربح وننال الميراث السماوي.

الكتاب المقدس يقدم لنا أمثلة للعقل المستنير وأمثلة للعقل الغير مستنير لأن أعمال الانسان هي ثمرة لنوعية العقل الذي يحمله هذا الانسان. القديس بولس دعانا أن نقدم اجسادنا ذبيحة مقدسة مرضية عند الله، وان لا نشاكل هذا الدهر. ولكن كيف؟ القديس بولس يقول “ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ماهي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة” رو١٢: ١- ٢.

+القديس بطرس الذي كان صياداً محترفاً واجه ليلة متعبة إذ قال للرب يسوع “قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً” لو٥: ٥ ولكنه أطاع قول الرب والقى الشبكة وأمسكوا سمكاً كثيراً جداً. في استنارة عقلية أدرك القديس بطرس أنه أمام الإله المتجسد وأن الموضوع أعمق من صيد السمك لذا خر عند ركبتي يسوع قائلاً “أخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ” لو٥: ٨. هذا العقل المستنير الذي للقديس بطرس وهبة تغيير من صياد للسمك إلي صياد للناس كما قال له الرب يسوع “لا تخف من الآن تكون تصطاد الناس” لو٥: ١٠ وترك بطرس ومن معه كل شيء وتبعوا المسيح.

+القديس متي الذي كان عشاراً عقله منشغل بجمع المال بأي وسيلة حتى لو كانت وسيلة ظالمة لذا كان شكله الخارجي جالساً عند مكان الجباية ولكنه عندما قال له الرب “أتبعني” تجدد عقله وأستنار فترك كل شيء وقام وتبعه لو٥: ٢٧- ٢٨ وتحول من متي العشار إلى متي الرسول متي الكارز.

+وكيل الظلم عندما وجد أن الوكالة سوف تؤخذ منه عاد إلي نفسه وبدأ يصحح أخطائه فمدحه السيد أنه بحكمة فعل. لذا قال السيد المسيح “وأنا أقول لكم أصنعوا أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية. الأمين في القليل أمين أيضاً في الكثير والظالم في القليل ظالم أيضاً في الكثير” لو١٦: ٩- ١٠.

المال الذي وهبه الله لنا نحن وكلاء عليه والوكيل الأمين ينبغي أن يستخدم مال سيده حسب إرادة سيده. لذا عندما لا نستخدم الأموال في مساعدة المحتاجين حسب وصية المسيح لنا فإن المال الذي لدينا يكون مال ظلم. فالغني الذي لم يهتم بلعازر المريض أُعتِبر ظالماً له رغم أنه لم يكن سبب مرضه أو سبب فقره ولكنه لم يستخدم ماله لمساعدته. الرب إلهنا يهبنا العقل المستنير فنستخدم الوزنات التي أعطيت لنا لمجد أسمه القدوس

الرب يبارك عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون