October 2023 Arabic Newsletter Posted December 14, 2023 by admin

Off

احبائي محبي عمل الخير                              رسالة سانتا فيرينا أكتوبر ٢٠٢٣

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

أود أن أتأمل معكم في أناجيل أحاد شهر بابه:

الأحد الأول يوافق ١٥ أكتوبر وإنجيل القداس من مر٢: ١- ١٢ عن شفاء المفلوج الذي حمله أربعة رجال.

الأحد الثاني يوافق ٢٢ أكتوبر وإنجيل القداس من لو٩: ١- ١١ معجزة صيد السمك الكثير.

الأحد الثالث يوافق ٢٩ أكتوبر وإنجيل القداس من متي ١٢: ٢٢- ٢٨ شفاء مجنون أعمي أخرس.

الأحد الرابع يوافق ٥ نوفمبر وإنجيل القداس من لو٧: ١١- ١٧ عن معجزة إقامة أبن أرملة نايين.

نلاحظ أن المعجزات الأربعة المذكورة في أناجيل أحاد شهر بابه هي معجزات لعمل الرحمة ومساعدة المحتاجين سواء شفاء المفلوج وشفاء المجنون الأعمى الأخرس أو إقامة ميت أبن وحيد لأمه الأرملة ومساعدة بطرس ومن معه في صيد السمك بعد أن قضي الليل كله ولم يمسك شيئاً.

+معجزات السيد المسيح لها هدفان أساسيان:

الأول الإيمان بلاهوته كما ذكر القديس يوحنا “وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تُكِتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح أبن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه” يو٢٠: ٣٠- ٣١.

الهدف الثاني: هو عمل الرحمة ومساعدة نفس متعبة. فالسيد المسيح لم يصنع معجزة لمجرد صنع معجزة بل رفض ذلك. فعندما طلب الكتبة والفريسيين من المسيح قائلين “يا معلم نريد أن نري منك آية فقال لهم: “جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تُعِطي له آية إلا آية يونان النبي” مت١٢: ٣٨- ٣٩.

+نود أن نستخلص بعض الدروس الروحية لفائدتنا من معجزات أناجيل آحاد شهر بابه:

١-أهمية خدمة الآخرين: ففي معجزة شفاء المفلوج أبرز لنا الكتاب المقدس دور الأربعة رجال الذين حملوا المفلوج. لقد جاءوا بالمفلوج إلي السيد المسيح مؤمنين أنه قادر علي شفائه. وعندما وجدوا صعوبة في الدخول إلى البيت ماذا حدث؟ “وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع كشفوا السقف حيث كان وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعاً عليه” مر٢: ٤. الإقدام على عمل الخير مهما كانت الصعوبات ومهما كانت المخاطر. فهؤلاء الرجال الأربعة لم يكونوا يؤدون واجباً بل كانوا في مهمة لمساعدة هذا المفلوج وكان هدفهم واضحاً وهو الوصول إلى المسيح. لقد نظر الرب يسوع إلي إيمانهم ومثابرتهم ولأجل إيمانهم شفي المفلوج ليس شفاء جسدياً فقط بل وشفاء روحياً “فلما رأي يسوع إيمانهم قال “يا بني مغفورة لك خطاياك” مر٢: ٥ ثم قال له “لك أقول قم وأحمل سريرك وأذهب إلي بيتك” مر٢: ١١.

٢-القراءة الصحيحة لعمل الله معنا: في معجزة صيد السمك الكثير لم يفرح القديس بطرس بالسمك الكثير رغم شدة احتياجه ولكنه شعر وفكر أعمق من السمك إذ تطلع إلى المسيح صانع المعجزة فشعر أنه أمام الله لذا قال كما قال اشعياء (اشعياء ٦) “فلما رأي سمعان بطرس خر عند ركبتي يسوع قائلاً “أخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ” لو٥: ٨. اشعياء قال عندما رأي الرب “ويل لي! أني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عينيّ قد رأتا الملك رب الجنود” اشعياء٦: ٥. لأن القديس بطرس قرأ معجزة صيد السمك القراءة الروحية السليمة قال له الرب “لا تخف من الآن تكون تصطاد الناس” لو٥: ١٠.

٣-لا نفشل في عمل الخير: في معجزة شفاء المجنون الأعمى الأخرس تم شفاءه “فشفاه حتى إن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر” متي١٢: ٢٢. لكن رغم عظمة المعجزة نسب الفريسيون المعجزة العظيمة لعمل الشيطان إذ قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين” مت١٢: ٢٤. ليس الجميع يفرحون بعمل الخير بل نجد البعض ينتقد كل شيء. لذلك عمل الخير يحتاج إلى مثابرة وعدم الاعتماد على رد فعل الناس والذي يعمل الخير يفرح بعمل الخير ويفرح بمكافأة صانع الخيرات. كما إن صانع الخير قد لا يري ثمر عمله في وقت عمل الخير. لذلك عمل الخير يحتاج إلى مثابرة وعدم التوقف بسبب المقاومين الذين يسعون لأفشال أي عمل جيد. وعلينا أن نتذكر قول القديس بولس الرسول “فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل” غل٦: ٩.

٤-المسيح هو المعزي الحقيقي: في معجزة إقامة أبن أرملة نايين يذكر الكتاب المقدس “فلما اقترب إلى باب المدينة إذا ميت محمول” أبن وحيد لأمه وهي أرملة ومعها جمع كثير” لو٧: ١٢. انتقال شاب أبن وحيد لأمه الأرملة أمر صعب لذلك تعاطف الكثيرون مع هذه الأرملة المسكينة التي أنتقل زوجها والآن تسير خلف نعش أبنها الوحيد لتدفنه وتدفن معه كل آمالها. الجمع الكثير الذي أحاط بالأرملة جاء لتعزيتها والوقوف معها وتقديم أي مساعدة ممكنة. لكن رغم الرغبة الحسنة والاستعداد الطيب هل كان يستطيع أي منهم أن يقدم إلى هذه الأرملة احتياجها وهو أبنها الميت الوحيد. الذي عزي هذه الأرملة عزاءً حقيقياً هو المسيح الذي أقام أبنها “فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه” لو٧: ١٥.

علينا أن نتطلع باستمرار لمصدر عزاءنا ومعونتنا الحقيقي وهو إلهنا الصالح الذي بذل حياته لأجل خلاصنا. والرب يهبنا أن نسعى في عمل الخير ولا نكل واضعين ما نقدم من خير أمام الرب ليباركه.

وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون