September 2016 Arabic Newsletter Posted November 14, 2016 by admin

Off

سبتمبر 2016

أحبائى محبى عمل الخير                                                                                  

نعمة وسلام راجياً لكم كل خير وبركة

     ونحن نحتفل فى هذا الشهر بعيد النيروز ونتذكر آبائنا الشهداء نتذكر محبتهم لله وتقديم حياتهم قرباناً مقبولاً أمام الله. نود أن نستفيد من سيرة الشهداء الأطهار فى عمل الرحمة والعطاء لأجل المحتاجين.

العطاء فى المسيحية يعتمد على حياة الأنسان الروحية وليس على غناه المادى. والسيد المسيح أعطى لنا مفهوماً جديداً للعطاء من خلال المرأة الفقيرة التى أعطت فلسين. فيذكر الكتاب المقدس “وجلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقى الجمع نحاساً فى الخزانة. وكان أغنياء كثيرون يلقون كثيراً. فجاءت أرملة فقيرة والقت فلسين قيمتهما ربع ربع. فدعا تلاميذه وقال لهم “الحق أقول لكم أن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا فى الخزانة ، لأن الجميع من فضلتهم ألقوا وأما هذه فمن إعوازها ألقت كل ما عندها ، كل معيشتها” مر12: 41- 44 السيد المسيح اعتبر فلسى الأرملة أكثر فى نظر الله من المبالغ التى القاها الأغنياء لأنها ألقت من إعوازها ألقت كل معيشتها. قد تتعدد الأسباب التى لأجلها يلقى الأغنياء فى الخزانة ولكن الذى يدفع الفقير أن يلقى من إعوازه هى محبته للعطاء. لا أحد يفتخر أنه ألقى فلسين بل قد يقدم الفقير عطاءه بخجل خوفاً من مقارنة البشر التى تمدح الكثرة فى العطاء وتقيس سخاء المعطى فى الكمية التى أعطاها. ولكن السيد المسيح وضع مقياساً آخر للسخاء فى العطاء وهو الكيفية وليس الكمية.

القديس بولس الرسول قدم لأهل كورنثوس مثال للسخاء فى العطاء رغم فقر الذين أعطوا. فقد كتب لأهل كورنثوس عن سخاء أهل مكدونية رغم فقرهم المادى “ثم نعرفكم أيها الأخوة نعمة الله المعطاه فى كنائس مكدونية. أنه فى إختبار ضيقة شديدة فاض وفور فرحهم وفقرهم العميق لغنى سخائهم ، لأنهم أعطوا حسب الطاقة ، أنا أشهد ، وفوق الطاقة من تلقاء أنفسهم ملتمسين منا بطلبة كثيرة أن نقبل النعمة وشركة الخدمة التى للقديسين وليس كما رجونا بل أعطوا أنفسهم أولاً للرب ولنا بمشيئة الله” 2 كو 8: 1- 5 القديس بولس الرسول يتحدث عن كنائس مكدونية التى رغم ما عانته من ضيقة وفقر مادى إلا أنهم سارعوا فى العطاء لخدمة القديسين أى المحتاجين و قدموا عطاءهم بفرح وسخاء من تلقاء أنفسهم وإلحاح أن تقدمتهم تقبل . هذا النموذج الجميل فى العطاء يجعلنا نتساءل ما هو السر الذى جعلهم يقدموا بسخاء وإلحاح وفرح رغم عوزهم المادى والضيقة التى عانوا منها . يكشف القديس بولس لنا سر هذا النموذج الجميل فى العطاء الذى جعلهم يعطوا فوق الطاقة وهو “أعطوا أنفسهم أولاً للرب” النفس التى تتلامس مع محبة الله تنفتح لمحبة الآخرين وتسموا فوق الأمور المادية فيسهل عليها العطاء بسخاء حتى من الإعواز . العطاء الحقيقى لا يعتمد على الدعاية والتركيز على معاناة الفقراء لكى يعطف ويتحنن عليهم الأغنياء فهذا هو أسلوب أهل العالم فى جمع التبرعات . يستدروا عطف الأغنياء بالتركيز على معاناة الفقراء وتقديم صورهم والاعتماد على المؤثرات الصوتية و البصرية لجمع التبرعات . أما القديس بولس فيشجع أهل كورنثوس على العطاء قدم لهم أولاً مثال السيد المسيح “فأنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم أفتقر وهو غنى لكى تستغنوا أنتم بفقره” 2 كو 8: 9 وقدم لهم مثال أهل مكدونية الذين أعطوا بسخاء و فرح من إعوازهم لأنهم أعطوا أنفسهم للرب أولاً . لم يركز القديس بولس على معاناة فقراء أورشليم الذين كان يدعوا لمساعدتهم ولكن ركز على أهمية أن يكون المعطى على علاقة قوية بالمسيح ويضع مثال المسيح فى العطاء أمامه حتى ينفتح قلبه للعطاء .

الرب يقوى حياتكم الروحية و يعطيكم أن تعطوا حياتكم للرب حتى تستطيعوا أن تعطوا بسخاء وفرح لدعم برامج سانتا فيرينا لمساعدة أخوتكم المحتاجين . وبركة آبائنا الشهداء تكون معنا جميعاً

الأنبا سرابيون