Off


عزيزى القارئ

اذا اردت ان تساعد في تخفيف روعة هذا الحدث علي اسر هؤلاء الشهداء فارفع صلاتك عنهم واذا اردت  فيمكنك ان ترسل تبرعاتك الي

Santa Verena Charity Inc.
PO Box 51206,
CA 92619

لاسر شهداء ليبيا

 

 

بقلم نيافة الأنبا مكاريوس

طالعتنا مواقع التواصل الإجتماعي والقنوات الفضائية يوم الأحد 15 فبراير 2015م. بوثيقة استشهاد شبابنا الأقباط في ليبيا، وذلك من خلال فيديو صادم ومرعب، وهم -وبلا مزايدة- شهداء من أجل الإيمان، لأنهم اُختُطِفوا ثم قُتِلوا فقط لكونهم مسيحيين، ولو كانوا قد خضعوا للضغط والتهديد وأشهروا إسلامهم لما قتلوهم، ومن هنا فإنهم دفعوا حياتهم ثمنًا لإيمانهم، ومن ثَمّ فإنه يليق بنا أن نفتخر بهم ونطوّبهم لأنهم صاروا في عداد الشهداء. ومما يؤكد كونهم شهداء أنهم لم يُقتَلوا بمجرد اختطافهم، وإنما كان لدى الذين اختطفوهم متسع من الوقت ليساوموهم على إيمانهم، وبالتالي كانت هناك فرصة سانحة لهؤلاء الشباب للتخلّي عن إيمانهم ومبائهم، مقابل استبقائهم أحياء.


ومن المُلفِت ومما يبعث على الفخر والانحناء أمامهم، أن واحدًا منهم لم يجبُن وينكر إيمانه، وذلك أمام أبشع أنواع اللعب بالأعصاب، ثم التهديد بالقتل البربري البشع. لقد سجل لنا شريط الفيديو كيف ظهروا رجالاً ومتماسكين إلى اللحظة الأخيرة، حيث ارتفعت أصواتهم بالتضرع إلى الله عند الشروع في قتلهم “يا ربي يسوع”. إننا نشرف بهم، وهكذا كان جميع الشهداء في كل واقعة استشهاد، والفرق فقط أنه توافر لنا هذه المرة فيديو يصور استشهادهم.


وبقدر ما كان المشهد مؤلمًا، وبقدر ما أصاب الذين شاهدوه بالصدمة، إلا أنه يُعَد أغلى وثيقة تؤيد بالصوت والصورة استشهادهم وتمسكهم بإيمانهم إلى النفس الأخير، إننا نستقي سير الشهداء من المخطوطات والكتب، وروايات شهود العيان -في الآونة الأخيرة- عن الشهداء، وبعض الصور والأيقونات كنوع من التوثيق، ولكن هذا الفيلم هو توثيق حيّ لشباب احتفظ بإيمانه الغالي حتى آخر لحظة، ومناداتهم يسوع المسيح قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة.


خالص تعازينا لأسرهم التي انزعجت عند سماع خبر اختطافهم، ثم تأرجحوا بين الأمل واليأس بخصوص مصيرهم، ثم رُوِّعوا اليوم أخيرًا بخبر استشهادهم. ولكن وبقدر صدمتهم وحزنهم الجسيم وشعورهم بالعجز والاستياء الشديدين، إلّا أنهم عما قليل سيدركون أنه مهما علا أولادهم وارتفعوا وكسبوا وتزوجوا وأنجبوا واشتهروا، فإن كل ذلك لا يساوي ما تحقق لهم باستشهادهم، من مجد وخلود وذكرى طيبة وسيرة مشرفة، فهم نموذج نادر في الثبات على الإيمان إلى النفس الأخير. نعزّي فيهم مصر، وجميع المصريين مسلمين ومسيحيين، وشكرًا للرئيس الإنسان الذي أعلن اليوم الحداد سبعة أيام على شهداء مصر.
إن استشهاد هؤلاء سوف يأتي بنفوس كثيرة للمسيح، فإن دماء الشهداء بذار الايمان، وكل شهيد يسقط ينعش الكنيسة، ويقوّي إيمان الباقين ولا سيما الضعفاء، وسيظل مشهد هؤلاء الشهداء مصدر تعزية وتشجيع للجميع.


نصلي من أجل الذين قتلوهم حتى يفتح الله عيونهم، ويقلعوا عن شرورهم، ويضع الرحمة في قلوبهم. ونصلي من أجل ليبيا الشقيقة، ومن أجل إخوتنا المصريين الموجودين حتى يعودوا سالمين