احبائي محبي عمل الخير                      رسالة سانتا فيرينا يناير ٢٠٢٥

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

يسعدني أن أهنئكم جميعاً بعيد ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي نحتفل به هذا العام يوم الثلاثاء ٢٩ كيهك (٧ يناير) متمنياً لكم عيداً سعيداً مباركاً.

بينما نحتفل بعيد الميلاد المجيد نتذكر قول القديس بولس “فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم أفتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره” ٢كو٨: ٩.

احتفالنا بعيد الميلاد هو احتفال بسر التجسد. لقد شرح القديس بولس التجسد في رسالته إلى أهل فيلبي “الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسه أن يكون معادلاً لله لكنه أخلي نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب” فيلبي ٢: ٦- ٨.

الكنيسة تسبح الله وتمجد اتضاعه وقبوله أن يأخذ طبيعتنا البشرية ليهبنا النعم الإلهية في مرد ثيؤطوكية يوم الجمعة من تسبحة نصف الليل “هو أخذ الذي لنا، وأعطانا الذي له، نسبحه ونمجده ونزيده علواً” كما تؤكد الكنيسة في مرد ثيؤطوكية الخميس من تسبحة نصف الليل الآتي “لم يزل إلهاً، أتي وصار أبن بشر، لكنه الإله الحقيقي، أتي وخلصنا”.

+سر التجسد هو سر محبة الله لنا كما يقول القديس بولس.

“لكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا” رو٥: ٨. سر التجسد هو سر بحث الله عن الخطاة. “لأن أبن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك” لو١٩: ١٠.

قدم السيد المسيح عملياً في تجسده على الأرض مثال الاهتمام بالخطاة والفقراء المحتاجين وكل من ليس لهم أحد يذكرهم.

رسالة عيد الميلاد لنا هي أن نتمثل بإلهنا الصالح في الاهتمام بالمحتاجين.

السيد المسيح أعطي كرامة عظيمة للمحتاجين إذ دعاهم أخوته الأصاغر في حديثه عن أهمية خدمة الجائع والعطشان والغريب والعريان والمريض والمحبوس قال “الحق أقول لكم بما انكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم” مت٢٥: ٤٠. كما أن السيد المسيح عاش حياة الفقراء فولد في مذود ونشأ في بيت يوسف النجار وقال عن نفسه “للثعالب أوجر ولطيور السماء أوكار وأما أبن الإنسان فليس له أين يسند رأسه” مت٨: ٢٠. السيد المسيح وهو المعطي الجميع من خيراته قبل أن تخدمه بعض النساء من أموالهن “وأخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن” لو٨: ٣.

دعانا المسيح أن نهتم أن نكنز لنا كنوزاً في السماء ودعانا أن نعطي “أعطوا تعطوا، كيلاً مُلبداً مهزوزاً فائضاً يعطون في أحضانكم. لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يُكال لكم” لو٦: ٣٨. الذي يعطي ينال بركات عديدة في هذه الحياة وفي الحياة الأبدية.

العطاء المقبول هو العطاء بسرور “كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار لأن المعطي المسرور يحبه الله” ٢كو٩: ٧.

أحبائي

ونحن نحتفل بعيد الميلاد وبالعام الجديد علينا أن نتذكر أخوتنا المحتاجين ونتذكر أن “من يزرع بالبركات فبالبركات أيضاً يحصد” ٢كو٩: ٦. احتياجات أخوتنا تتزايد كل يوم مع الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار.

كثير من أسر أخوتنا الأحباء غير قادرة علي سد الاحتياجات الضرورية فكم بالأكثر عندما يمرض أحد أفراد الأسرة أو تمر الأسرة بضائقة تزيد من احتياجاتها مع محدودية دخلها.

أنني لا أحتاج أن أشرح لكم ما يعانيه أخوتنا المحتاجين في مصر الحبيبة لكني أدعوكم أن تزرعوا بالبركات فتعطوا بسخاء لدعم الأسر المحتاجة وتسديد احتياجاتها حتى ننال بركات العطاء بدون حزن أو اضطرار بل بسرور متمثلين بالهنا الذي أفتقر وهو غني لكي نستغني نحن.

الرب يبارك في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية كل عام وأنتم بخير.

الأنبا سرابيون