March 2017 Arabic Newsletter Posted March 22, 2017 by admin

Off

مارس 2017

أحبائى محبى عمل الخير

نعمه وسلام راجيا لكم كل خير وبركه

أتمنى لكم فترة روحية مباركة خلال فترة الصوم الكبير. فترة الصوم فترة للنمو الروحى والاقتراب من إلهنا الذى أحبنا وبذل ذاته عنا. ومن الأمور المهمه فى الحياة الروحية أن يكون الهدف واضح أمامنا. وهدفنا هو ملكوت السموات فالسيد المسيح يقول لنا “أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه ويكفى اليوم شره” مت 6: 33.

المشغوليات والاهتمام بأمورالعالم يحجب الهدف الروحى عن الانسان لذا أختارت الكنيسة فى أحد الأسبوع الأول من الصوم أن تذكرنا بقول السيد المسيح فى الموعظة على الجبل “لذلك أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون ولا لأجسادكم بما تلبسون. اليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس؟” مت 6: 25.

هل تهتم بالكنز الأرضى أم الكنز السماوى ؟ السيد المسيح يقول لنا “لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون بل أكنزوا لكم كنوزا فى السماء حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً” مت 6: 19- 21. الانسان الذى كنزه فى السماء قلبه فى السماء.

علينا أن نسأل أنفسنا أين قلوبنا ؟ فى بداية صلاة الأنافورا فى القداس الألهى يقول الكاهن “أرفعوا قلوبكم” . فيرد الشعب. “هى عند الرب” عندما تكون حقاً قلوبنا عند الرب تكون أفعالنا أفعال صالحة ترضى الرب . الله ينظر إلى القلب وليس إلى العينين أو المظهر الخارجى. فئة المرائين التى حذرنا الرب أن نكون مثلهم من الخارج يقدمون تقدمات ويصلون ويصومون ولكن من الداخل قلوبهم عند الناس وليس عند الرب. لذا قال عنهم الرب “الحق أقول لكم أنهم أستوفوا أجرهم” مت 6: 2، 6، 16.

السيد المسيح حدثنا فى الموعظة على الجبل عن فئة أخرى تصنع معجزات وتخرج شياطين ولكنهم ليسوا مقبولين أمام الله.

“ليس كل من يقول لى يارب يارب يدخل ملكوت السموات بل الذى يفعل أرادة أبى الذى فى السموات. كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم: يارب يارب ! أليس بأسمك تنبأنا ، وبأسمك أخرجنا شياطين ، وبأسمك صنعنا قوات كثيرة ؟ حينئذ أصرح لهم: أنى لم أعرفكم قط أذهبوا عنى يا فاعلى الأثم”. مت 7: 21- 23. هذه الفئة لم تفعل إرادة الله رغم أنهم أخرجوا شياطين وصنعوا قوات ومعجزات بأسم الرب. ليس معنى هذا أنه صنع المعجزات وإخراج الشياطين ضد إرادة الله بل الهدف والدافع الداخلى مهم . كثيرون يفعلون أمورا حسنة ولكن ليس بقلوب نقية ودوافع طاهرة وهدف روحى سليم لذلك عملهم غيرمقبول أمام الله بل السيد المسيح قال لهم “أنى لم أعرفكم قط أذهبوا عنى يا فاعلى الأثم” كيف يكون شخص يخرج شياطين بأسم الله ويصنع معجزات بأسم الله ثم يسمع فى يوم الدينونة أنه من فاعلى الآثم ؟ أمرعجيب حقاً ! ولكنة امر هام ومخيف فى نفس الوقت.

هام أن ندرك أهمية الدافع الداخلى فى أى عمل نعمله حتى لو كنا نصنع معجزات ومخيف أن يخدعنا الشيطان أننا نعمل عمل الرب ونفرح بمديح الناس وننسى أننا أمام الله فاعلى إثم بينما أمام الناس صانعى معجزات. القديس بولس الرسول شرح هذا الأمرعند حديثه عن أهمية المحبة “إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لى محبة ، فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن ، ولو كانت لى نبوة ، وأعلم جميع الأسراروكل علم ، وإن كان لى كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لى محبة ، فلست شيئاً. وإن أطعمت كل أموالى وإن سلمت جسدى حتى إخترق ولكن ليس لى محبة فلا أنتفع شيئاً” 1كو13: 10- 30. القلب الخالى من محبة الله ومن محبة الناس لا يستطيع أن يرضى الله ولو صنع المعجزات وعلم كل الأسرار.

إلهنا الصالح يدعونا فى فترة الصوم المبارك أن نراجع دوافعنا وننقى قلوبنا حتى تمتلئ بمحبة الله ومحبة الآخريين فنهتم بإحتياجات المحتاجين ونخدمهم بقلوب مملوءة بالمحبة منتظرين الأجر ليس من الناس بل من إلهنا الصالح. وليبارك الرب فى عطاياكم فى دعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون