March 2022 Arabic Newsletter Posted March 16, 2022 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                                       مارس ٢٠٢٢

نعمه لكم وسلام راجياً لكم فترة صوم مباركة وحياة مقدسة بنعمة إلهنا الصالح الذي أحبنا وبذل ذاته لأجلنا

الأعياد والأوقات التي نصلي فيها بالطقس الفرايحي فترات للفرح الروحي بعمل إلهنا. لكن ماذا عن فترة الصوم الكبير؟ الصوم الكبير فترة روحية خاصة تسمي بربيع الحياة الروحية وإن تعمقنا في هذه الفترة تفرح قلوبنا بفرح لا يُنطِق به ومجيد (١بط: ١: ٨).

١الفرح بالثقة في الله: تقدم لنا الكنيسة في الأحد الأول من الصوم الكبير دعوة المسيح لنا ألا نهتم بأمور هذا العالم بل نتكل علي الله الذي يهتم بكل احتياجاتنا. يقول لنا إلهنا الصالح “أنظروا إلى طيور السماء إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تُجمع إلى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها؟” مت٦: ٢٦. الهم والقلق ينزعان الفرح من قلب الإنسان بل تتأثر صحة الإنسان الجسدية وتصيبه كثير من الأمراض بسبب القلق. يذكر سفر الأمثال عن الغم “الغم في قلب الرجل يحنيه والكلمة الطيبة تفرحه” أم١٢: ٢٥. في بداية الصوم تدعونا الكنيسة أن ننزع من نفوسنا القلق والغم ونضع ثقتنا في إلهنا الصالح الذي يقول لنا “فلا تهتموا قائلين. ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها الأمم لأن أباكم السماوي يعلم إنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه يكفي اليوم شره” مت٦: ٣١- ٣٤.

٢الفرح بالانتصار علي الشيطان: سمح السيد المسيح للشيطان أن يجربه لكي ينتصر عليه ويرسم لنا طريق الانتصار علي الشيطان. الإنسان الأول انهزم أمام الشيطان وصار نسله تحت عبودية الشيطان.  فجاء آدم الثاني وأنتصر على الشيطان وأعطي لجميع الذين يؤمنون به الانتصار على الشيطان. هزيمة الإنسان الأول أدت إلى حزن البشرية وانتصار آدم الثاني وهب البشرية الفرح والسلام. الشيطان لا يكف عن أن يجرب الإنسان ولكننا لا نخافه لأن طريق الانتصار صار واضحاً أمامنا “لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مُجِرب في كل شيء مثلنا بلا خطية. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه” عب٤: ١٥- ١٦. “لأنه فيما هو قد تألم مُجرباً يقدر أن يعين المُجربين” عب٢: ١٨        

٣الفرح بالتوبة: التوبة فيها حزن على الخطايا ولكن فرح بالمغفرة والقبول في الأحضان الأبوية “لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة، وأما حزن العالم فينشئ موتاً” ٢كو٧: ١٠. فترة الصوم هي فترة للجهاد الروحي. والإنسان المجاهد قد يسقط والتوبة هي علاج السقوط. السقوط يسبب حزن والتوبة تهب الإنسان الفرح. الأبن الضال سقط إذ طلب ميراثه وذهب إلى كورة بعيدة وبذر ماله في عيش مسرف وفقد كل شيء. ولكنه قدم توبة وعاد إلى أبيه وكانت عودته سبب فرح عظيم، “فقال الأب لعبيده: أخرجوا الحلة الأولي وألبسوه وأجعلوا خاتماً في يده وحذاء في رجليه وقدموا العجل المسمن وأذبحوه فنأكل ونفرح لأن أبني كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوُجد. فابتدأوا يفرحون” لو١٥: ٢٢- ٢٤.

التوبة تعطي للتائب فرح وسلام. في قصة المرأة التائبة التي جاءت إلى المسيح في بيت سمعان الفريسي وغسلت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها. قال لها المسيح له المجد “مغفورة لك خطاياك… ايمانك خلصك، أذهبي بسلام” لو٧: ٤٨، ٥٠ السماء تفرح بالتائبين “أقول لكم إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة” لو١٥: ٧.

ليست كل توبة تسبب فرح. التوبة الحقيقية المقبولة تكون من قلب صادق ورجاء ثابت. فيلكس الوالي عندما سمع بولس الرسول يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون أرتعب فيلكس وأجاب “أما الآن فأذهب ومتي حصلت على وقت أستدعيك” أع٢٤: ٢٥. لماذا أرتعب فيلكس؟ لابد أنه تذكر خطاياه لكنه لم يقدم توبة عن هذه الخطايا لذا لم يفرح ولم يستفيد من اللقاء مع القديس بولس الرسول. يهوذا الإسخريوطي ندم وذهب إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً “قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً وطرح الفضة في الهيكل وأنصرف. لم ينصرف فرحاً بل مضي وشنق نفسه” مت٢٧: ٤- ٥. لماذا شنق نفسه؟ لأنه لم يكن عنده رجاء أن يقبل الله توبته لأن الشيطان كان قد تملك عليه فهلك في خطيته.

ليهبنا الله الفرح الحقيقي في فترة الصوم المباركة ولتمتلئ قلوبنا دائماً بالسلام والبهجة وليبارك الله في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون