September 2018 Arabic Newsletter Posted September 10, 2018 by admin

Off

أحبائى محبى عمل الخير                                               سبتمبر 2018

نعمه وسلام لكم جميعاً راجياً لكم كل خير وبركه

نواجه فى حياتنا مواقف صعبة تحتاج لمعونة إلهية لكي نجتازها ونريد أيضاً أن نتعلم من القديسين كيف واجهوا المواقف الصعبة. فى هذه الرسالة نتحدث عن أمنا القديسة مريم وكيف واجهت المواقف الصعبة ونذكر بعض المواقف كأمثلة.

1-اليتم: تيتمت العذراء أم النور في سن صغير فقد أنتقل والدها وعمرها ستة سنوات ووالدتها وعمرها ثمانية سنوات. كانت العذراء مريم فى الهيكل تخدم لأنها قُدِمت لخدمة الهيكل كنذر. تجاوزت العذراء الم اليتم فى هذا السن الصغير فى التركيز فى تكريسها وإحساسها أنها أبنة الله التى تخدم مكانه المقدس فأختارت حنان الله ورعايته ومحبته عوضاً عن محبة الوالدين بالجسد.

2-ترك الهيكل: عندما بلغت العذراء السن القانونى كان عليها أن تترك خدمة الهيكل التى كرست حياتها لأجلها وخاصة حياة البتولية. لكنها خضعت للنظام القائم فى ذلك الوقت وأنتهى بها الأمر مخطوبة ليوسف البار فعاشت حياة الصلاة والعبادة داخل بيت يوسف واحتفظت بحياة البتولية. لذا كان تعجبها وتساؤلها عندما أعلن لها الملاك “ها أنت ستحبلين وتلدين أبناً وتسميه يسوع” لو1: 30 فقالت “كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً” لو1: 34 رغم أنها كانت فى بيت رجل يعتبر أمام المجتمع زوجاً لها .

3-البشارة المفرحة: بشارة الملاك للعذراء كانت بشارة مفرحة ولكنها كانت تمثل موقفاً صعباً لم تستطع العذراء أن تدركه . كيف يمكن أن تحبل وتلد العذراء ؟ كيف تكون العذراء عذراء وأم فى نفس الوقت؟ عندما تساءلت كانت اجابة الملاك “الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك القدوس المولود منك يدعى أبن الله” لو1: 35 ثم قدم لها الملاك مثال أليصابات التى كانت حبلى بأبن فى شيخوختها وكانت فى شهرها السادس رغم أنها امرأة عاقر. هذا المثال رغم أنه يوضح عمل الله وأنه حقاً “لأنه ليس شئ غير ممكن لدى الله” لو1: 37 لكن توجد أمثلة سابقة مثل سارة العاقر التى أنجبت اسحق فى شيخوختها أما مثال عذراء تحبل وتلد فليس له سابقه ولا لاحقه.

العذراء القديسة خضعت بإيمان قوى وتسليم وقالت للملاك “هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك” لو1: 38 لم تفكر العذراء فيما سيقوله الناس وفيما سيقوله يوسف بل عندما شك يوسف لم تتكلم وتركت الأمر لله ليكشف ليوسف البار الحقيقة.

4-البحث عن الصبى يسوع: صعدا يوسف والعذراء ومعهما الصبى يسوع وعمره 12 سنة إلى الهيكل وفى طريق العودة لم يجداه وبحثوا عنه وبعد ثلاثة أيام من البحث والعناء وجدا يسوع فى الهيكل جالساً وسط المعلمين يعلمهم. يقول الكتاب المقدس “فلما أبصراه أندهشا وقالت له أمه “يا أبنى لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين” فقال لهما “فلماذا كنتما تطلبانى ؟ ألم تعلما أنه ينبغى أن أكون فيما لأبى ؟” لو2: 48- 49 لم تفهم العذراء معنى الكلام ولكن يقول الكتاب المقدس “وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور فى قلبها” لو2: 51. أمور كثيرة لا نستطيع أن نفهمها ولكن علينا أن نحفظها فى قلوبنا حتى يكشفها الله لنا.

5-الصليب: أمام الصليب وقفت العذراء أمام صليب أبنها تبكي بعد ما تابعته فى رحلة عذابه والآلامه. ولكنها لم تكن فقط تفكر كأم ترى تعذيب أبنها وصلبه ولكن تنظر أيضاً لخلاص العالم بصلب أبنها الحبيب. لذا أحتفظ لنا التقليد الكنسى بمشاعر العذراء وصلاتها أمام صليب المسيح فى القطعة السادسة من الساعة التاسعة من الأجبية “عندما نظرت الوالدة الحمل والراعى مخلص العالم على الصليب معلقاً قالت وهى باكية أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص أما أحشائى فتلهب عند نظرى إلى صلبوتك الذى أنت صابر عليه من أجل الكل يا أبنى والهى”.

بركة العذراء تعيننا فى مواجهة المواقف الصعبة وتبارك في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية لخدمة المحتاجين الذين يعيشون فى ظروف صعبة.

 

                                                                         الأنبا سرابيون