September 2021 Arabic Newsletter Posted November 10, 2021 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                                      سبتمبر ٢٠٢١

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

يسعدني أن أهنئكم بعيد النيروز الذي نحتفل به يوم السبت ١١ سبتمبر وبدء عام قبطي جديد عام ١٧٣٨ للشهداء. وبدء العام القبطي يرتبط بالشهداء الأبرار. كنيستنا كنيسة الشهداء. لم يخلو عصر لم تقدم فيه الكنيسة شهداء بذلوا دمائهم حباً في المسيح الذي حبنا وبذل ذاته لأجلنا.

عندما نتذكر الشهداء نتذكر.

+محبتهم العميقة للمسيح: لقد رفضوا أن ينكروا إيمانهم وصمدوا أمام الإغراءات التي قدمها العالم لهم واحتملوا أيضاً العذابات حتى سفك الدم. إنه صراع بين الخير والشر، صراع ضد الخطية “لم تقاوموا بعد حتى الدم ضد الخطية” عب١٢: ٤ لقد قاوم الآباء الشهداء والأمهات الشهيدات حتى الدم ضد الخطية قائلين مع القديس بولس الرسول هذه الأنشودة الجميلة “من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟ كما هو مكتوب “إننا من أجلك نمات كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح”. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخري تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا” رو٨: ٣٥- ٣٩.

+إدراكهم لفضل معرفة المسيح: القديس بولس بعد إيمانه واجه صعوبات واضطهادات كثيرة. لقد قارن بين حياته قبل معرفة المسيح – حيث نشأ فريسي أبن فريسي وكانت له مكانة كبيرة في المجتمع اليهودي وكان يملك سلطة زمنية وكان مضطهداً للكنيسة – وحياته بعد الإيمان حيث صار مطروداً مضطهداً يعمل بيديه ليسد حاجاته وحاجات الذين معه. بعد المقارنة قال “ولكن ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة. بل أني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي، الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح وأوجد فيه” فيلبي٣: ٧- ٩. كثير من الشهداء كانت لهم مكانة كبيرة في المجتمع وقُدِمت لهم وعود بمكانة أعظم إن أنكروا الإيمان ولكنهم حسبوا كل هذه الأمجاد العالمية نفاية أمام ربح المسيح وفضل معرفته. حياة الشهداء في رفضهم أمجاد العالم وبيعهم لها لكي يربحوا المسيح تذكرنا بالمثل الذي قاله السيد المسيح عن ملكوت الله “وأيضاً يُشبِه ملكوت السماوات كنزاً مُخِفي في حقل، وجده إنسان فأخفاه ومن فرحه مضي وباع كل ما كان له وأشتري ذلك الحقل” مت١٣: ٤٤. لذلك لم يكن عجيباً أن نري الشهداء يتقدمون للاستشهاد بفرح وتهليل. لنسترجع منظر استشهاد القديس استفانوس “فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه. وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأي مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله” أع٧: ٥٤- ٥٥.

+رؤيتهم لمجد الله: الشهداء رأوا مجد الله. فالقديس استفانوس شخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأي مجد الله. الشهيد يتألم لأجل المسيح لذلك تكون له شركة الآم مع المسيح. فالقديس بولس يقول “لأعرفه، وقوة قيامته وشركة الآمه متشبهاً بموته” فيليبي٣: ١٠ شركة الالآم مع المسيح تجعلنا نعرف المسيح والمسيح هو رب المجد لذلك الدخول في شركة الآمه هو دخول في أمجاده “إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه” رو٨: ١٧. الشهداء لم ينظروا إلى الالآم وآلات التعذيب بل شخصوا إلي السماء فرأوا مجد الله. “فأني أحسب أن الآم الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا” رو٨: ١٨

لقد وعد إلهنا الصالح الغالبين بأن يجلسوا معه في عرشه “من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي وكما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبي في عرشه. من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس” رؤ٣: ٢١- ٢٢.

 أنها رسالة الله لنا أن نجاهد ونتألم لأجله ونثبت حتى النهاية لكي يكون لنا نصيب في الأمجاد السمائية.

الرب يعيننا في جهادنا الروحي كما أعان الشهداء والقديسين ويهبنا أن نتمثل بهم في محبتهم العميقة للمسيح وإدراكهم لفضل معرفته وفرحهم بالدخول في شركة الآمه لكي يكون لنا نصيب أن نجلس مع مسيحنا في عرشه.

الرب يبارك حياتكم ببركه الشهداء الأبرار ويبارك في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون