September 2023 Arabic Newsletter Posted September 13, 2023 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                    رسالة سانتا فيرينا سبتمبر٢٠٢٣

نعمة وسلام راجياً لكم كل خير وبركة

يوم الثلاثاء ١٢ سبتمبر نحتفل بعيد النيروز ويوم الخميس ٢٨ سبتمبر نحتفل بعيد الصليب الذي نحتفل به ثلاث ايام.

 عيد النيروز هو بداية سنة قبطية جديدة والتقويم القبطي هو تقويم الشهداء لذلك نتذكر مع بداية العام القبطي الجديد الشهداء الأبرار الذين قدموا حياتهم لأجل المسيح. ذكري الشهداء تجعلنا نعيش ونختبر حمل الصليب ونرى شهداء معاصرين يذكرونا بشهدائنا الأبرار الذين تتزين كنائسنا بأيقوناتهم ويتعطر تاريخ كنيستنا بسيرتهم العطرة. ليس للاستشهاد عصر بل الاستشهاد هو الحدث الدائم فى تاريخ الكنيسة. فقوة الكنيسة فى قوة إيمان وشهادة شهدائها ودماء الشهداء هى بذار الكنيسة.

الصليب هو علامة المسيحية وحمل الصليب هو علامة المسيحي. فالسيد المسيح قال للجميع “إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسة ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني فان من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلى فهذا يخلصها. لأنه ماذا ينتفع الأنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها” لو23:9-25 هذا الكلام يقوله السيد المسيح ليس لفئة معينة بل “للجميع”

 والسؤال لماذا؟ لماذا على المسيحى أن يحمل الصليب؟ لماذا يضطهد المسيحى؟ لماذا تقدم الكنيسة فى كل عصر شهداء؟ السيد المسيح قبل أن يطلب منا أن نحمل الصليب ونتبعه حمل هو الصليب وأحتمل الألآم لأجلنا وقدم ذاته ذبيحة مقدسة لأجل خلاصنا. إلهنا الصالح قدم لنا علامة محبته لنا بأن بذل ذاته على الصليب “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه” يو15: 13 “بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغى أن نضع نفوسنا لأجل الأخوة” 1يو 3: 11.

نحن نحب الله لأنه أحبنا أولاً “نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً” 1يو3: 19 وكما عبر المسيح عن محبته لنا بأن قدم حياته لأجلنا فنحن نعبر عن محبتنا للمسيح بأن نقدم حياتنا له “أننا من أجلك نمات كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح ولكننا فى هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا” رو8: 36- 37.

حمل الصليب يجعلنا ندخل فى شركة مع المسيح شركة الآمه “لأعرفه وقوة قيامته وشركة الآمه متشبهاً بموته” فيليبى3: 10 ولكن ينبغى السؤال لماذا يبغضنا العالم؟ لماذا يكره العالم المسيحيين وهم يقدمون رسالة محبة للجميع حتى محبة الأعداء؟ لماذا يضطهد العالم المسيحيين وهم يقدمون الخير للجميع؟ السيد المسيح أجاب على هذه الأسئلة بقوله لتلاميذه ولنا جميعاً “أن كان العالم يبغضكم فأعلموا أنه أبغضني قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا أخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم” يو15: 18- 19.

أما نحن فلسنا من العالم فالأنسان المسيحى سلوكه يختلف عن سلوك وحياة أهل العالم. القديس يوحنا يجيب عن هذا السؤال لماذا قتل قايين أخيه هابيل؟ “ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه. ولماذا ذبحه؟ لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة” 1يو3: 12.

المسيحى عليه أن يحيا حياة البر والقداسة ولا يقابل الشر بالشر لأن الذى يفعل الشر لم يعرف الله. كما يقول القديس يوحنا لتلميذه غايس ولكل واحد منا “أيها الحبيب لا نتمثل بالشر بل بالخير لأن من يصنع الخير هو من الله ومن يصنع الشر فلم يبصر الله” 3يو1:11.

حمل الصليب هو هبه من الله كما يقول القديس بولس “لأنه قد وُهِب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله” فيليبى 1: 29. حمل الصليب هو طريق المجد فكما كان الصليب للمسيح هو العرش الذى جعله يملك على العالم ودخل به إلى مجده كما قال بعد قيامته لتلميذي عمواس “أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟” لو24: 26. هكذا أيضاً حمل الصليب هو طريق المجد لكل مسيحى. كما قال القديس بولس “إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه. فأنى أحسب أن الآم الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا” رو8: 17- 18

حمل الصليب هو علامة محبتنا لله ومحبتنا بعضنا لبعض أيضاً فكما يقول القديس بولس “فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء ولا نرضى أنفسنا. فليرض كل واحد منا قريبه للخير لأجل البنيان لأن المسيح أيضاً لم يرض نفسه بل كما هو مكتوب تعييرات معيريك وقعت علينا” رو15: 1- 3.

ليعطنا الرب أن نحمل صليب خدمة أخوتنا المحتاجين ونحتملهم فى ضيقتهم وضعفهم ونضحى لأجلهم. خدمة المحتاجين تحتاج لنفوس باذلة مضحية تنحنى كما أنحنى السيد المسيح ليغسل أرجل تلاميذه ودعانا أن نغسل أرجل الآخرين “لأنى أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً” يو13: 15.

ليعطنا الرب قلوباً مضحية تعطى المساعدة للمحتاجين وليبارك الرب فى عطاياكم لدعم برامج ومشروعات سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون