June 2018 Arabic Newsletter Posted June 7, 2018 by admin

Off

أحبائى محبى عمل الخير                                                 يونيه 2018

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

يسعدنى أن أهنئكم بصوم الرسل طالباً من إلهنا الصالح أن يجعله صوماً مباركاً ومقبولاً. فترة صوم الرسل تذكرنا بالكنيسة الأولى والنموذج المثالى التى تقدمه خدمة آبائنا الرسل لنتعلم منها وتكون المعيار لنجاح الخدمة.

من المجالات الهامة التى اهتم بها الآباء الرسل هو خدمة المحتاجين يذكر سفر الأعمال “وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحد ولم يكن أحد يقول أن شيئاً من أمواله له بل كان عندهم كل شئ مشتركاً وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة يسوع ونعمه عظيمة كانت على جميعهم . إذ لم يكن فيهم أحد محتاجاً لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل واحد كما يكون له إحتياج” أع4: 32-35

نلاحظ الآتى:

1-خدمة المحتاجين لم تكن مجرد خدمة إجتماعية إضافية ولكن كانت تعبيرعملى لمعنى أن الكنيسة جسد المسيح كنيسة واحدة. لذا بدأ الوصف بالحديث عن وحدانية المؤمنين “وكان لجمهورالذين آمنوا قلب واحد ونفس واحده” أع4: 32 كيف يكون المؤمنين قلب واحد ونفس واحده ولا يشعر الأعضاء فى الجسد الواحد بما يعانيه كل واحد منهم ؟  كيف يكون الجسد واحد إن كان كل عضو يهتم بنفسه فقط ؟ لذلك كتب القديس بولس إلى أهل كورنثوس شارحاً معنى الجسد الواحد وإهتمام الأعضاء بعضهما ببعض وذكر “فأن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه . وإن كان عضو واحد يُكرمّ فجميع الأعضاء تفرح معه” 1كو12: 26.

2-إرتباط خدمة المحتاجين بالشهادة لقيامة المسيح . قيامة المسيح أعطت قوة للمؤمنين وبحلول الروح القدس تأسست الكنيسة جسد المسيح . فكيف يمكن أن يشهد الرسل لقيامة يسوع بقوة إن كانوا غير قادرين أن يهتموا بأعضاء الجسد المحتاجة والعكس صحيح . فكما ذكر سفر الأعمال “وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة يسوع ونعمه عظيمة كانت على جميعهم إذ لم يكن فيهم أحد محتاجاً”. أع4: 33- 34 نجاح الرسل أن يهتموا بالمحتاجين وإن لم يكن فيهم أحد محتاجاً مكنَّهم أن يؤدوا الشهادة بقيامة يسوع بقوة عظيمة وأن تكون نعمه عظيمة على جميعهم .

3-قيامة المسيح والتطلع إلى السماء جعل المؤمنون يهتموا أن يكنزوا لهم كنوراً فى السماء لذلك تغير مفهوم المال والممتلكات لديهم . أعتبر المؤمنون أنهم وكلاء على المال وليسوا أصحاب الأموال “ولم يكن أحد يقول أن شيئاً له بل كان عندهم كل شئ مشتركاً” أع 4: 32 وقدم الآباء الرسل المثال فى السموعن الاهتمام بالأموال لذا ذكر سفر الأعمال أن موضع المال كان عند أرجل الرسل بمعنى أن المال خادم وليس سيد .

4-قدم سفر الأعمال كيفية تحقيق خدمة المحتاجين والنجاح فيها حتى أنه “لم يكن فيهم أحد محتاجاً” فكيف تم ذلك ؟ يجيب سفر الأعمال عن ذلك “لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل واحد كما يكون له إحتياج” أع 4: 34- 35

ويقدم القديس بولس الرسول لأهل كورنثوس نظاماً اتبعه أيضاً مع كنائس غلاطية للجمع لأجل المحتاجين الذين دعاهم القديس بولس بالقديسين “وأما من جهة الجمع لأجل القديسين فكما أوصيت كنائس غلاطية هكذا أفعلوا أنتم أيضاً . فى كل أول أسبوع ليضع كل واحد منكم عنده خازناً ما تيسر حتى إذا جئت لا يكون جمع حينئذ” 1كو16: 1- 2

5-كان التوزيع على المحتاجين توزيعاً منتظماً مدروساً “فكان يوزع على كل واحد كما يكون له إحتياج” أع 4: 35 .

ليعطنا الله روح الكنيسة الأولى ونظامها فى خدمة المحتاجين وليبارك إلهنا الصالح فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون