May 2023 Arabic Newsletter Posted September 13, 2023 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                                 رسالة سانتا فيرينا مايو ٢٠٢٣

اخرستوس آنستي     آليسوس آنيستي

المسيح قام    حقاً قام

فترة الخمسين المقدسة هي فترة احتفال يومي بقيامة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح لذا نصلي بالطقس الفرايحي في كل الصلوات الليتورجيا حتى الجنازات. إنها فترة فرح بإلهنا القائم من الأموات وفرح بعمل الخلاص والفداء.

   الفرح الروحي بالرب لا يقتصر على فترة معينة من العام ولكن الكنيسة تعلمنا من خلال الخبرة الروحية في فترة الخمسين أن نفرح بالرب طوال العام وطوال أيام حياتنا ليس على الأرض فقط بل وفي السماء أيضاً القديس بولس الرسول يوصينا قائلاً “أفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا” فيلبي ٤: ٤ “افرحوا كل حين” ١تسالونيكي ٥: ١٦. ويدعونا أن نشكر في كل شيء “اشكروا في كل شيء لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم” ١تسالونيكي ٥: ١٨.

أود أن نتأمل معاً في هذه الرسالة في كيفية الفرح في الضيقات:

الإنسان المسيحي عليه أن يفرح بالرب وفي الرب كل حين ولكن حياة الإنسان المسيحي لا تخلو من الضيقات بل “إنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله” أعمال ١٤: ٢٢.

 كيف يتفق الفرح مع الضيق؟

لنأخذ مثال من حياة القديس بولس الرسول ذكره في رسالته الثانية لأهل كورنثوس “ولئلا أرتفع من فرط الإعلانات أُعطِيت شوكة في الجسد، ملاك الشيطان ليلطمني لئلا أرتفع. من جهة هذا تضرعت إلي الرب ثلاث مرات أن يفارقني فقال لي: “تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكَمل”. فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل عليّ قوة المسيح. لذلك أسر بالضيقات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح. لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي”٢كو١٢: ٧- ١٠.

١- الشوكة في الجسد هي مرض عانى منه القديس بولس الرسول وحسب كثير من المفسرين كان ضعف في البصر لذا كان يملي رسائله على مساعديه ثم يكتب في ختام الرسالة مثل في نهاية الرسالة الثانية لأهل تسالونيكي “السلام بيدي أنا بولس الذي هو علامة في كل رسالة. هكذا أنا أكتب. نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم آمين.” ٢ تسالونيكي ٣: ١٧. لا شك أن هذا المرض كان سبب ضيق للقديس بولس وتعطيل لخدمته.

٢- مصدر الشوكة لم يكن الله ولكن بسماح من الله لذا يقول “أُعطِيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني” ٢ كو١٢: ٧ مصدر الشوكة هو الشيطان لأن المرض شر والشيطان كل مصدر الشرور ولكن الله يسمح بالمرض كما حدث مع أيوب حين سمح الله للشيطان أن يجربه ويضربه بالمرض.

الله لا يجرب أحد بالشرور كما يذكر القديس يعقوب “لا يقل أحد إذا جُرب إني أجرب من قبل الله، لأن الله غير مجُرِب بالشرور وهو لا يجرب أحد” يع١: ١٣ “لم تصبكم تجربة إلا بشرية ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا” ١كو١٠: ١٣.

٣- الله حينما يسمح بالتجربة وبالضيقات يهبنا أمرين هامين:

     ١-المنفذ لكي نستطيع أن نحتمل.

     ٢-أن تكون لفائدتنا الروحية.

القديس بولس الرسول يكشف لنا ذلك، في البداية لم يقبل القديس بولس الشوكة في الجسد التي سمح الله له أن يعاني منها فيقول “من جهة هذا تضرعت إلي الرب ثلاث مرات أن يفارقني” ٢ كو١٢: ٨ القديس بولس الذي صنع العديد من معجزات الشفاء صلي ثلاث مرات أي صلي بلجاجة واستمرار أن يشفيه الله. الله أستجاب للقديس بولس بطريقة مختلفة عما طلب فالله لم يرفع عنه الشوكة في الجسد ولكن أعطاه أن يحتملها ويفرح بها لأنه كشف له أنها لصالحه روحياً “لئلا أرتفع بفرط الإعلانات” ٢كو١٢: ٧.

وأيضاً أنه من خلال ضعفه الجسدي يشعر بقوة الله التي تخلص بالقليل وبالكثير “تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكَمل” ٢كو ١٢: ٩. لذا تحولت الضيقة إلى سبب فرح وافتخار للقديس بولس “فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل عليّ قوة المسيح” ٢ كو١٢: ٩.

 ليهبنا الله أن نفرح به وفيه كل حين وإن سمح لنا بضيقات نصلي أن يهبنا نعمه أن نفرح في الضيقات لأن إلهنا هو رجاؤنا متذكرين قول القديس بولس “فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة” رو١٢: ١٢.

 وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون